إيكارو لورومان كان راعيا من قبيلة توركانا في كينيا، وجد الرجل مقتولا عندما شنت قبيلة البوكوت غارة كبيرة على القطيع، فجراء موجة جفاف قوية انتقلت مجموعة من أفراد قبيلته إلى الجنوب وكانوا يرعون ماشيتهم قريبا من أعدائهم البوكوت، ولندرة الماء والكلأ مرض القطيع، ولتعويض النقص في القطيع أغار الشباب على جيرانهم وسرقوا أكثر من ستمائة داب...
قراءة الكل
إيكارو لورومان كان راعيا من قبيلة توركانا في كينيا، وجد الرجل مقتولا عندما شنت قبيلة البوكوت غارة كبيرة على القطيع، فجراء موجة جفاف قوية انتقلت مجموعة من أفراد قبيلته إلى الجنوب وكانوا يرعون ماشيتهم قريبا من أعدائهم البوكوت، ولندرة الماء والكلأ مرض القطيع، ولتعويض النقص في القطيع أغار الشباب على جيرانهم وسرقوا أكثر من ستمائة دابة وقتلوا رجلين.بهذه القصة افتتح المؤلف كريستيان بارينتي كتابه الذي يحمل عنوان "مدار الفوضى" والذي صدر عن سلسلة عالم المعرفة التابعة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.اعتبر الكاتب أن هذا العنف المتزايد -الذي أورد مثالا عنه في القصة السابقة- يتعلق بوضوح بتغير المناخ، فعندما يشتد الجفاف ترتفع وتيرة الغارات، وهو أمر يحدث على نطاق أوسع في المنطقة المحصورة بين مداري الجدي والسرطان.التجمع الكارثيفمقتل إيكارو نجم عن مجموعة من أخطر الحوادث في التاريخ البشري، وهي التجمع الكارثي للفقر والعنف وتغير المناخ، وهذا الكتاب محاولة لفهم سبب مقتل إيكارو لورومان وآخرين كثيرين جدا مثله.وأشار الكاتب إلى أن تغير المناخ لطالما عبر عن نفسه في مجال السياسة، إذ تستمر حوادث الطقس العنيف وأنماط المناخ السيئة في التسبب بأزمات إنسانية أكثر وفي تغذية الحروب الأهلية، لافتا إلى أن الأمم المتحدة في عام 2007 قدرت أن مناشداتها للمساعدات الإنسانية لحالات الطوارئ كانت جميعها عدا واحدة متعلقة بالمناخ.وتقول الإحصائيات إن تغير المناخ يؤثر بشكل سلبي في ثلاثمائة مليون من البشر في العام مسببا مقتل ثلاثمائة ألف منهم، وبحلول عام 2030 ومع تحول الفيضانات وحالات الجفاف وحرائق الغابات والأوبئة الجديدة للأسوأ يمكن أن يقتل خمسمائة ألف إنسان كل عام ويمكن أن تصل الكلفة الاقتصادية لهذه الكوارث إلى ستمائة مليار دولار كل عام.