ربما لإنى مغرم بعالم المنسيين ، ربما لأننا نعيش عمرنا كله محاولين نقش ذاكرة تخصنا على أرض بلا ذاكرة ، حاولت أن أبدد غيابى بحضورهم و حضورى على الورق .. بعد أنتهاء دراستى الجامعية بكلية الأداب جامعة القاهرة ، و تجاوزى لتعثر البدايات المرتبكة و الخجولة مع الحروف دخلتنى عوالم الكتابة بأحصنتها ، و كتبت متلصصاً على الورق الأبيض بخط يت...
قراءة الكل
ربما لإنى مغرم بعالم المنسيين ، ربما لأننا نعيش عمرنا كله محاولين نقش ذاكرة تخصنا على أرض بلا ذاكرة ، حاولت أن أبدد غيابى بحضورهم و حضورى على الورق .. بعد أنتهاء دراستى الجامعية بكلية الأداب جامعة القاهرة ، و تجاوزى لتعثر البدايات المرتبكة و الخجولة مع الحروف دخلتنى عوالم الكتابة بأحصنتها ، و كتبت متلصصاً على الورق الأبيض بخط يتمسك بالحياة و يتمسك بقطرة ضوع غير مرئية ، و راسلت الناقد الكبير " محمود أمين العالم " عام 1994 فى الفصل قبل الأخير من حضور الرسائل البريدية قبل غيابها فى قبو الزمن ، جاءنى خطابه عابراً المسافة من " القاهرة " مدينتى العجوز المغوية بشبق ضوئها الأسيل الى مدينتى الأخرى " بورسعيد المنسية مثل ظل تبقى من أهلها الراحلين عنها ، أو مثل شظى البارود الذى تناثر يوماً على وجهها و غاب مع بحرها و أختفى فى زهوة ألوان بضائعها المُلونة أيام إنفتاحها الساداتى و حتى اللحظة الحالية .. المدينتان مدينتا قلبى : أغيب فى حضور " القاهرة " كظل منسى ، و أحضر فى غياب " بورسعيد " كمنسى يخشى غواية الضوء