اعتمد الكاتب، كعدد من كُتاب المرحلة، على التفسير الفرويدي للفعل الاجتماعي، فربط الإحباط الجنسي بالدمار الفكري والسياسي والأخلاقي الذي أصاب المجتمع، حيث توقفت منظومة القيم، وتدفقت العوامل السلبية التي تؤدي إلى موت الأفراد، ومن ثم الجماعة، موضحاً ذلك من خلال منظومة المصالح في الحزب الواحد المهيمن على الحياة السياسية في إيطاليا، وا...
قراءة الكل
اعتمد الكاتب، كعدد من كُتاب المرحلة، على التفسير الفرويدي للفعل الاجتماعي، فربط الإحباط الجنسي بالدمار الفكري والسياسي والأخلاقي الذي أصاب المجتمع، حيث توقفت منظومة القيم، وتدفقت العوامل السلبية التي تؤدي إلى موت الأفراد، ومن ثم الجماعة، موضحاً ذلك من خلال منظومة المصالح في الحزب الواحد المهيمن على الحياة السياسية في إيطاليا، والنفاق الديني المتعمد لتحقيق مكاسب اجتماعية، ومن خلال التواطؤ على أفكار ومبادئ منظومة ديكتاتورية تهمش مخالفيها وتسحقهم في السجون، ومن ثم يزداد الكبت النفسي والاجتماعي والسياسي، ما يسبب أمراضاً عضوية في المجتمع وأفراده، بدءاً من التحلل الأخلاقي، وفساد مؤسسات رفيعة كالكنيسة والقضاء، حيث الانصياع إما لبريق المال أو لسيف السلطة، ما يجعلنا أمام مجتمع يبدو من الخارج مليئاً بالقوة والحيوية، في حين أنه من الداخل يعاني الكثير من الأزمات.في"أنطونيو الجميل"، نجد الأب هو الوحيد الذي يرى أن عدم القدرة على المعاشرة الجنسية نوع من العار، ومن ثم يضطر إلى خلق قصص خرافية عن نفسه تصل إلى حد الادعاء بأنه عاشر العشرات وأنجب أولاداً في مختلف بلدان العالم، ويزيده إصراره على محو العار الذي جلبه أنطونيو إلى العائلة توحداً مع أكاذيبه حتى إنه يقرر الموت تحت قصف الإنكليز المدينة داخل منزل في حي البغاء، مفضلاً الاتهام بسوء الخلق عن القول إنه عاجز جنسياً.- صبحي موسى