فإنَّ مهمة صناعة العالم الربانيّ ليستْ بالهيِّنة، ولا سيّما ونحن نتلوا قول الله تعالى: ﴿ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُ...
قراءة الكل
فإنَّ مهمة صناعة العالم الربانيّ ليستْ بالهيِّنة، ولا سيّما ونحن نتلوا قول الله تعالى: ﴿ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ ﴾ (آل عمران: 79). وهذه الصناعة لابدَّ أن تمر بمرحلتين أساسيّتين: التعلّم، والتعليم، والمتتبع للسنة النبوية يعلم يقينا مدى اهتمامه صلى الله عليه وسلم بكليهما.لذلك أردت أن أسلط الضوءَ حول هذا الموضوع من خلال تراجم الإمام البخاريّ في صحيحه، فوسمت بحثي بعنوان "نظرةٌ في تراجم البخاريّ لصناعة العالم الربانيّ". لقول المحدثين: "فقه الإمام البخاريّ يكمن في تراجمه". واقتضت خطة البحث أن أقدم بين يديه بتعريف موجز بالبخاريّ وبكتابه الصحيح لشهرتهما ولعدم الإطالة وبعد هذا المقدمة قسمت البحث إلى قسمين: الأول منها آداب مختصة بالعالم، والثاني آداب مختصة بطالب العلم وقدمت الأول لأهميته لأننا إذا تمكنا من صناعة العالم الربانيّ فسيفيض بأنواره واتباعه للسنة النبوية المطهرة على تلميذه فتتكامل هذه الدائرة النبوية لصناعة العالم الربانيّ واستنبط ذلك كله من تراجم الإمام البخاريّ لأحاديثه في صحيحه وختمت البحث بأهم ما توصلت إليه من نتائج.