لقد ألغت شبكة الإنترنت بعد أن دمجت الحوسبة بالاتصال المسافات واخترقت الحدود والبحار والمحيطات ناقلة الكلمة والصوت والصورة في صيغة رقمية ففتحت بابا واسعة للناس على اختلاف مستوياتهم وثقافاتهم كي تشارك في ثورة الاتصال التي تغير كل يوم من أنماط الحياة والتفكير في جميع دول العالم وإن كانت بدرجات متفاوتة. ويعد ما جرى في الصحافة الإلك...
قراءة الكل
لقد ألغت شبكة الإنترنت بعد أن دمجت الحوسبة بالاتصال المسافات واخترقت الحدود والبحار والمحيطات ناقلة الكلمة والصوت والصورة في صيغة رقمية ففتحت بابا واسعة للناس على اختلاف مستوياتهم وثقافاتهم كي تشارك في ثورة الاتصال التي تغير كل يوم من أنماط الحياة والتفكير في جميع دول العالم وإن كانت بدرجات متفاوتة. ويعد ما جرى في الصحافة الإلكترونية التي هي جزء لا يتجزأ من الإعلام خلال العقدين الأخيرين هو ثورة إعلامية بكل المقاييس كان من سماتها حيث أسهمت هذه الوسيلة في تعظيم الأثر الاتصالي للعملية الإعلامية من خلال ما تتوافر عليه من عناصر مقرؤة ومرئية ومسموعة فبات بوسع أي شخص أن يكتب ما يشاء ويرسله فورا من على شبكة الإنترنت تعقيبا أو مشاركة على مقالات الكتاب أو الأخبار والتقارير والتحليلات أوتحقيقات الصحفيين. كما تتوافر الصحف الإلكترونية على عدد من السمات الاتصالية المتميزة من أبرزها سهولة تصفحها حيث تتم عملية التصفح بسهولة كبيرة وذلك ضمن مداخل متفرعة يمكن استعراضها في لمحة واحدة من خلال قائمة تعرض على جانبي الصفحة الإلكترونية بحيث تختزل هذه القائمة المحاور الأساسية للصحيفة بالاضافة إلى تضمّن الصفحة الرئيسية لمقدمات متنوعة لأهم الأخبار . وأتاحت الصحافة الإلكترونية سهولة التعرض للمضامين المقدمة من خلالها وذلك عبر تعدد الروابط أو النصوص التشعبية Hypertext التي تقوم بنقل المستخدم من موضوع لآخر، أو من ملف لآخر بكل يسر وسهولة وبسرعة فائقة، تمكّنه من التعرّف على خلفيات الأحداث والمعلومات المتنوعة التي تتوافر فيها . كما تتحقق سهولة التعرّض التي تتيحها الصحف والمواقع الإلكترونية من خلال دعم المضامين المقدمة في هذه المواقع بعدد من الوسائط المتعـــــــددة Multimedia ( أصوات، صور، مؤثرات، أفلام . .) ، فأصبحت هذه المواقع بيئة ملائمة للعديد من الوسائط المرئية والمسموعة في آن واحد . لقد تعاظم الأثر الاتصالي للعملية الإعلامية مع التطورات الهائلة لشبكة الإنترنت وهو ما شجع معظم وسائل الإعلام التقليدية من إذاعات ومحطات تلفاز وصحف ومجلات على إيجاد مواقع إلكترونية لها على الشبكة العنكبوتية . ولعل مما يزيد من أهمية بعض هذه المواقع بالنسبة للمتصفح سرعة تحديثها وعلى سبيل المثال فإن موقع صحيفة New York Times و محطات الـ CNN فإنها تحدّث صفحاتها خلال فترات قصيرة جدا تتراوح بين 5-10 دقائق ، وهو ما جعلها ذات تأثير اتصالي مباشر على قطاعات واسعة من الجمهور . ونتيجة التطورات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط والدول العربية على وجه الخصوص ونمو القطاع الخاص تهيأت الأجواء لإستقلال العديد من الهيئات الإعلامية عن مؤسسات الدولة شهدت المنطقة تدفق الصحف والإذاعات والفضائيات المستقلة ذات المصالح التجارية والسياسية حتى بلغت في عام 1997 أكثر من 100 قناة فضائية كان أغلبها ذا طابع ترفيهي، أما من ناحية مزودي الأخبار فقد ظهرت عدد من الفضائيات المتخصصة بالأخبار كانت القناة الرائدة فيها والأكثر تأثيرا في الشارع العربي فيما تقدمه من مناظرات سياسية مفتوحة وطرق للتعبير أكثر حرية ونقل للأحداث غير تقليدي هي قناة "الجزيرة" القطرية التي تقدم أخبارها على مدار 24 ساعة . وقد أدى نجاح "الجزيرة" كفضائية عربية مزودة للأخبار إلى ظهور فضائيات أخرى مزودة للأخبار كان أهمها قناة "العربية" التابعة الى مجموعة ال MBC والتي بدأت بثها من دبي في الإمارات العربية المتحدة خلال الحرب على العــراق عام 2003 م . ورغم أن الفضائيات الإخبارية العربية استقطبت أعداد كبيرة من متابعي الأخبار في العالم العربي إلا أن رغبة المواطن العربي في المشاركة في الإدلاء برأيه سواء في القضايا السياسية أو الإجتماعية أو سواها وحاجة القائمين على هذه الفضائيات لإيصال رسالتهم الإعلامية إلى جميع مناطق العالم وخاصة تلك التي لا يصلها البث الفضائي باتت الحاجة إلى المواقع الإخبارية التابعة لتلك الفضائيات على شبكة الإنترنت ضرورة حتمية تفرضها عادات وأنماط التعرض التي شغل الإنترنت فيها حيزا مركزيا من أهتمامات المتلقي في كل مكان . وبالنسبة إلى موقع "العربية نت" موضوع كتابنا هذا والمرتبط بالفضائية الإخبارية "العربية" فقد افتتح في يونيو 2004 في مدينة الإعلام في إمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة كوسيلة إخبارية عربية على الشبكة العالمية تدعيما لما تقدمه الفضائية وقد جاء إنشاء هذا الموقع في وقت كان فيه فضاء الإنترنت العربي قد شغلته أسماء كبيرة اكتسبت عمرا وخبرة في التعامل مع الجماهير وفي استقطابهم الأمر الذي شكل تحديا أمام القائمين عليه ليجدوا للموقع مساحة شاغرة لم يملأها من سبقوه في هذه الوسيلة الاتصالية الرحبة.