ذاكرة رجل، بل ذاكرة مدنية، يطالعها القارئ في ثنايا ذكريات الحاج عبد الباسط السنيورة، الذي يروي سيرته الذاتية فتمتزج الحادثة الشخصية بالحادثة التاريخية فكان التاريخ ذاكرة شخصية عنده. ولأن ذاكرة الرجل حادة وذهنه متيقظ تكاد لا تفلت منه حادثة أو ذكرى إلا وسجلها بدءاً منذ سنواته الأربعة الأولى وهو يكتشف معنى الموت فتستيقظ حواسه ويتنب...
قراءة الكل
ذاكرة رجل، بل ذاكرة مدنية، يطالعها القارئ في ثنايا ذكريات الحاج عبد الباسط السنيورة، الذي يروي سيرته الذاتية فتمتزج الحادثة الشخصية بالحادثة التاريخية فكان التاريخ ذاكرة شخصية عنده. ولأن ذاكرة الرجل حادة وذهنه متيقظ تكاد لا تفلت منه حادثة أو ذكرى إلا وسجلها بدءاً منذ سنواته الأربعة الأولى وهو يكتشف معنى الموت فتستيقظ حواسه ويتنبه عقله إلى أن الحياة رحلة، وإن طالت، يلاقي الإنسان بعدها ربه، يوم لا ينفع مال ولا بنون. لذا ظل حتى آخر ساعة من ساعات حياته يدعو إلى الخير ناصحاً موجهاً وساعياً لخدمة الناس.إن بين ثنايا هذا الكتاب لمحات من حياة شخص مكافح، وتاريخ مدينة مميزة هي مدينة صيدا، وتاريخ بلاد ومنطقة ومرحلة، كما تعكس الذكريات التي يرويها الحاج عبد الباسط السنيورة، مسيرة طبقة اجتماعية هي الطبقة الوسطى، وصعود هذه الطبقة صعوداً متعرجاًً، بين الحروب والأزمات والانعكاسات، لتستوي في أغلب المنطقة العربية على الإمساك بمقاليد السلطة.