الكتاب من ترجمة محمد جديد."يتتبع المؤلف سؤالين السائلين، لماذا لم يول ضحايا النازية والفاشية من العرب، في كتابة التاريخ، العربي وغير العربي، اهتماماً حتى الآن، على النقيض من الأبحاث المكثفة حول تعاون السياسيين العرب مع ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية؟في هذا الكتاب يعرض الكاتب النتائج الأولى لأبحاثه حول فئة من الضحايا، هي فئة ال...
قراءة الكل
الكتاب من ترجمة محمد جديد."يتتبع المؤلف سؤالين السائلين، لماذا لم يول ضحايا النازية والفاشية من العرب، في كتابة التاريخ، العربي وغير العربي، اهتماماً حتى الآن، على النقيض من الأبحاث المكثفة حول تعاون السياسيين العرب مع ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية؟في هذا الكتاب يعرض الكاتب النتائج الأولى لأبحاثه حول فئة من الضحايا، هي فئة المعتقلين العرب في معسكرات الاعتقال الألمانية بين عامي (1939 و1945م). وهي توضح أن عدد هؤلاء المعتقلين يمكن مقارنته بعدد المعتقلين المنتمين إلى الأمم الأخرى، "الصغيرة".. وأن آلامهم لم تكن.. أقل شأناًن أو أهون من الآلام الملايين من المعتقلين الآخرين، من غير اليهود...فالغرب لم يكونوا قط في عدد المعتقلين المتمتعين بـ"الامتيازات"، ولكنهم كانوا يدخلون في هذه الأثناء في باب ضحايا النازية "المنسيين"، وكان من جملة ما أدى إليه هذا، أنه يوجد اليوم، في الحقيقة، حديث عن "المقترفين" أو "المذنبين" من العرب. وفي مقابل ذلك يفتقد الحديث عن الضحايا منهم. ولذلك فليس ما يبعث على العجب أن التأريخ العربي، وغير العربي، على السواء، في صدد العلاقات العربية-الألمانية بين عامي (1933 و1945م) وكذلك المناقشات، التي تجري في هذه الأيام، عن علاقة العرب بالنازية والنازية الجديدة، والمحرقة، يغلب عليهما الحديث عن "المذنبي"، الذين نشروا تجاربهم مع النازية، فيما نشروها فيه، في مذكرات وفي سير ذاتية. على أن إعادة تركيب ألوان المشاهدات والتجارب المتصلة بضحايا النازية من العرب لا تعد. بالنظر إلى هذا، مطلباً من مطالب الإنسانية فحسب، بل تعد، أيضاً، إسهاناً في كتابة جديدة لتاريخ العلاقات العربية الألمانية بين عامي (1933 و1945م)، ولم على نحو جزئي".لقد بادرت دار قدمس لنشر هذا الكتاب، الفريد حقاً، ليس بهدف إطلاق حملة تسول والمطالبة بتعويضات، كما يقوم بذلك صهاينة في عملية (صناعة الهلوكوست)، وفق وصف الباحث الأمريكي-اليهودي نورمان فنكلشتاين، إن قصدنا تعريف الشعب الألماني، والعالم أجمع، بحقيقة أن العرب، مسلمين ومسيحيين، كانوا أيضاً من ضحايا الإجرام النازي، ووجب إخراج هذه الحقيقة من (ضوء القمر)، أو من (زاوية الميتة)، على حد تعبير المؤلف الراحل، إلى ساحة التاريخ الكبرى وإنهاء عملية احتكار دور الضحية، إضافة إلى تعريف القراء العرب بخطر الفكر العنصرين الذي لا يستثني أحداً من إجرامه.