"غادة سلهب" مؤلفة هذا الكتاب، هي صحافية أحبت الحرف حتى العشق، فتنشقت حبر المطابع، وركضت وراء الخبر، وسعت إلى السبق الصحافي، وقابلت المسؤولين وحاورتهم، عبر أسئلة صريحة ومحرجة، في شتى الأمور السياسية والاجتماعية، وحصلت منهم على أحاديث تفردت بها فنشرتها في صحف "الدبور" و"الجمهور" و"لسان الحال" و"الكفاح العربي" و"الأفكار"، التي عملت...
قراءة الكل
"غادة سلهب" مؤلفة هذا الكتاب، هي صحافية أحبت الحرف حتى العشق، فتنشقت حبر المطابع، وركضت وراء الخبر، وسعت إلى السبق الصحافي، وقابلت المسؤولين وحاورتهم، عبر أسئلة صريحة ومحرجة، في شتى الأمور السياسية والاجتماعية، وحصلت منهم على أحاديث تفردت بها فنشرتها في صحف "الدبور" و"الجمهور" و"لسان الحال" و"الكفاح العربي" و"الأفكار"، التي عملت فيها صحافية نشيطة عرفت كيف تستقي الأخبار من مصادرها الموثوقة.وفي عمرها الصحافي غاصت غادة سلهب في عمق الوطن، فانتقدت بلغة بناءة، وغمزت من قنوات أهل السياسة عندما كانوا يحيدون عن الخط الوطني، ورفضت أن يكون وطنها لبنان أرضاً لخلافات يزرعها فيه أشخاص تنكروا لمبادئه القومية وديمومته وسيادته.لقد رافقت بعين بصيرة ويراع جريء لكل شاردة وواردة فوق الساحة اللبنانية، فامتلأت جعبتها بأخبار غلب على بعضها طابع السرية، وفاضت بأخبار تفردت بها، ناهيك بأخبار انتزعتها من خزائن الكبار على مدى ربع قرن. وغادة سلهب إلى كل هذا وذاك صحافية عاشت في صميم الحرب اللبنانية وملابساتها، فصورت وقائعها عبر قلمها النابض بالحيوية والصدق، ورفضت أن يكون وطنها الصغير مسرحاً لحرب الآخرين على أرضه. لقد أرادته وطناً يعيش فيه بنوه، وكل من ارتضاه ملاذاً للحرية والديموقراطية، بكرامة وطمأنينة، فهاجمت مسببي تلك الحرب العبثية عبر مقالات نارية وتوثيقية غير عابئة بعربدة السلاح وسقوط الصواريخ على المواطنين العزل والأبرياء، راصدة تحركات السياسيين والدبلوماسيين ومواقفهم طوال تلك الفترة العصبية.ومن خلال أجزاء هذا الكتاب الأربعة، تحاول غادة سلهب تغطية جزءاً هاماً من التحركات السياسية والثقافية والاجتماعية اللبنانية وذلك على مدى أكثر من ربع قرن، أوردتها تحت عنوان "الصندوق الأسود للكارثة اللبنانية". ويعدّ هذا الكتاب موسوعة مهمة تضمنت حقائق وأسرار سياسية لبنانية لا بد وأن يرجع إليه كل مهتم بتاريخ لبنان.