مهب الجسم... مهب الروح

"مهبُّ الجسم... مهبُّ الروح" ديوان يبحر فيه الشاعر"عيسى قارف" في عالم من التأملات عن الوجود والروح والموت، إنها وجدانيات لشاعر مرهف الإحساس، حيث الحياة تعاش باختلاط الحواس وتلاقحها، وتظل ناقصة بلا رشة من حب، ملونة ومطرزة بالفرح مرة وبالحزن مرة، فنراه يشدو في ديار سلمى: لكأنّ قلبي في غباء الحزن رأسُ نعامة! ما أسهل التقدير قبل الحبّ كالأطفال نفقد هذه اللعب الفريدة ثم نبكي!!هكذا هو شاعرنا، نحلق معه إلى عالم من مهبّ الروح والجسد، فيدخل أرواحنا في عالم التأمل والتفكير لنبحث معه عن معانٍ سامية "الله" فتوحدنا الصلاة وتسمو بنا إلى عالم نقي لا يلوثه الكذب، فنراه يقول في قصيدة "مهبُّ الجسم مهبُّ الروح": يا واقفاً في مهب الجسم، هل جسدٌ هذا الملّحق، أم دير على السحبِ؟! أم قد تجلّى.. وما كانت مصادفة أن تدخلا في إهابِ الواحد السببِ لا بدّ أنك مشدود إلى وتر (...) لا الروح مالت.. ولا زالت ولا رشحت على المكان صلاة.. وهي في هدبي يا الله.. هذي إلى ما تشتهي طرقي وذي سطوري إلى المعراج أو كُتبي إذا رفعتُ بأرض الحق خيمتك أدركت أن خيام الناس من كذبِ.مجموعة شعرية رائعة، لشاعر معاصر، يُمثل في كتاباته الأدب العربي الحديث كغيره من شعراء الجزائر، فكان خير من كتب وخير من أبدع.