ان ما تحت الرمال يمكن ان يكشف عنه بسهولة ولمجرد ان نمسحه بايدينا وبيد أي شخص أراد ذلك ، ولكن ما هو تحت التراب يمكن ان يبقى مدفون تحت هذا التراب إلى ان يكشفه منقب او مختص بعلم الأثار وبصعوبة وبدقة عالية تستوجب منه توفر كل الامكانيات اللازمة لذلك ، وبعد ان تخصص له الامكانيات اللازمة من أجل ذلك ، لذلك فإن هذا العنوان برأينا هو الان...
قراءة الكل
ان ما تحت الرمال يمكن ان يكشف عنه بسهولة ولمجرد ان نمسحه بايدينا وبيد أي شخص أراد ذلك ، ولكن ما هو تحت التراب يمكن ان يبقى مدفون تحت هذا التراب إلى ان يكشفه منقب او مختص بعلم الأثار وبصعوبة وبدقة عالية تستوجب منه توفر كل الامكانيات اللازمة لذلك ، وبعد ان تخصص له الامكانيات اللازمة من أجل ذلك ، لذلك فإن هذا العنوان برأينا هو الانسب لهذا الموضوع ، لأن أي شخص يستطيع ان يقوم بذلك ، اذا أراد هو ذلك ، ولهذا انا اشبه الرواية العربية عن الإسلام بأنها اشبه بلغز مدفون تحت الرمال وليس تحت التراب ، وبامكان أي شخص ان يحل هذا اللغز متى ما أراد وفي أي زمان ومكان ، ولأن الحاجة تتطلب منا معرفة الحقيقة او على الاقل شيء بسيط من هذه الحقيقة المدفونة تحت الرمال في ظل ما يحدث اليوم من صراعات ، حتى تساهم بحل تلك الصراعات التي تحدث ، فذات يوم قرأت كتاب الأثاري الكندي دان غيبسون عن جغرافية القرآن وعن بحثه المقدم عن كعبة البتراء بكونها كعبة المسلمين ، حتى وصلت لاعتقاد شبه كامل ان الكعبة الحالية ليست الكعبة الحقيقية وان مكة ليست هي مكة الحقيقية التي جاء منها النبي محمد وقريش ، وان البتراء هي المدينة التي جاء منها الاسلام ، ولكن سرعان ما ذهب هذا الاعتقاد عن البتراء بادراج الرياح حالما شاهدت العملات الإسلامية المبكرة ، حيث ان بحثنا الحقيقي عن حقيقية نشأة الإسلام بدأ من تلك اللحظة ، او بالأحرى عند قراءتي لبحث الباحث المصري احمد رسمي عن العلاقة بين محمد وإياس ملك الحيرة والمنشور في موقع مصر المدنية ، حتى استهوتني فكرة البحث عن هذا الموضوع المحير ، حتى بعد فترة وجدته اكثر منطقية من بحث دان غيبسون ، لذلك اخذنا على عاتقنا ان نبحث عن تلك الإشكاليات بشكل يتناسب مع ما هو منطقي ويتماشى مع البحث الأثاري ، حيث خصصنا الفصل الاول للبحث في إشكالية موطن العرب ، التي تصورها الروايات العربية بشكل خاطئ بعيداً عن المنطقية وبعيداً عن النصوص القديمة التي قدمتها لنا الحضارات القديمة ، والتي اهملها العرب من أجل ان لا تتعارض مع ما جاءت به الرواية العربية عن الإسلام ، مع العلم ان ليس كل ما جاء في تلك الروايات هو خاطئ ، بل ان بعضه هو حقيقي وحدث بالفعل ويتناسب مع القصة الحقيقية للإسلام ، اما الفصل الثاني فخصص لفترة الإسلام اثناء حياة النبي محمد وما اخفته عنها كتب الرواة العرب وعن العلاقة بين إياس والنبي محمد وعلي ابن أبي طالب وإشكالية المعارك التي حدثت في هذه الفترة وكذلك موضوع الخلفاء الاربعة ، والفصل الثالث والاخير يشترك مع الفصل في موضوع موقع الكعبة وكذلك ما حدث من وقائع بعد حياة النبي محمد من حروب وثورات حدثت في العراق وايران ضد الحكام الامويين والعباسيين وقصة تحويل الكعبة من مكانها الاصلي الى مكة الحالية .