لقد ظهر علم العلاقات الدولية أول ذي بدء في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وذلك بعد الحرب العالمية الأولى، وشهد فيما بعد تطورا سريعا في البلدان الأنكلوسكسونية بسبب مرونة نظامها الجامعي، وكذلك بسبب سعة المسؤوليات الدولية التي كانت تتولاها هذه البلدان. وقد ساعدت عوامل عديدة على توسع هذا العلم. وفي مقدمتها الوسائل المشجعة الت...
قراءة الكل
لقد ظهر علم العلاقات الدولية أول ذي بدء في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وذلك بعد الحرب العالمية الأولى، وشهد فيما بعد تطورا سريعا في البلدان الأنكلوسكسونية بسبب مرونة نظامها الجامعي، وكذلك بسبب سعة المسؤوليات الدولية التي كانت تتولاها هذه البلدان. وقد ساعدت عوامل عديدة على توسع هذا العلم. وفي مقدمتها الوسائل المشجعة التي وضعت في خدمة الباحثين. وتأسيس المعاهد المتخصصة، وكثرة الأدبيات التي رافقت تدريس العلاقات الدولية.أما في أوروبا فإن التطور كان أبطأ سرعة، حيث اتصف هذا العلم بتأخر الظهور والتطور مقارنة على ما هو عليه في الولايات المتحدة. ففي فرنسا على سبيل المثال، كانت هذه المادة قد تقررت أولا في معاهد الدراسات السياسية في باريس، وفي بعض المعاهد خارج العاصمة. ثم بدأت ومنذ سنوات قليلة تدرس في كليات الحقوق وذلك بفضل الاصلاح المتعلق بالدراسات العليا في إطار دبلوم الدراسات الجامعية D. E. U. G. فقد تقرر مع هذا الدبلوم تدريس «العلاقات الدولية» لتحل محل المادة التقليدية «النظم الدولية». وقد أثار هذا التعديل نقاشاً وجدلا بين الكتاب ، حيث تصور بعضهم وبالأخص من فقهاء القانون الدولي بأن الأمر لا يتعلق إلا بتغيير شكلي، ولا يتضمن سوى مجرد طريقة جديدة في تسمية المادة التي كانت تغطيها العبارة السابقة. ولكن الرأي السائد يدحض هذه الفكرة، وذلك على أساس أن استخدام مصطلح العلاقات الدولية يعكس في الحقيقة، الرغبة في دراسة الظواهر الدولية بروح جديدة، كما أنه يتوافق مع الاتجاه الذي يسعى نحو إلحاق علم السياسة أو الاجتماع بدراسات تتعلق بمشاكل كانت تعني بها في السابق علوم تقليدية.ومن أوروبا انتقلت هذه الموجة من التحديث إلى الكثير من بلدان العالم الثالث بما فيها بعض البلدان العربية والإفريقية. ونلاحظ حاليا انتشار دراسة علم العلاقات الدولية في معاهد ومؤسسات متخصصة بالدراسات السياسية أو الاستراتيجية أو الدبلوماسية، ولكن أدخل هذا العلم أيضا في كليات السياسة والقانون.