من المعلوم أن المسلمين قد اهتموا بتفسير وتبيين كتاب الله اهتماماً بالغاً، وذلك من نزوله حتى عصرنا الحاضر، حتى صار تفسيره علماً قائماً بذاته. وقد كان لآيات القرآن الكريم فيما خص الأحكام اهتماماً خاصاً من قبل المفسرين والعلماء حيث عملوا على حصرها وبيانها، وكشف ما يستنبط فيها من حكم أو أحكام أو حلال وحرام. من هنا جاء اهتمام الباحث ...
قراءة الكل
من المعلوم أن المسلمين قد اهتموا بتفسير وتبيين كتاب الله اهتماماً بالغاً، وذلك من نزوله حتى عصرنا الحاضر، حتى صار تفسيره علماً قائماً بذاته. وقد كان لآيات القرآن الكريم فيما خص الأحكام اهتماماً خاصاً من قبل المفسرين والعلماء حيث عملوا على حصرها وبيانها، وكشف ما يستنبط فيها من حكم أو أحكام أو حلال وحرام. من هنا جاء اهتمام الباحث الدكتور "علي سليمان العبيد" في السير على منهاج العلماء في تفسيرهم للأحكام والأخذ من طرائقهم في فهم كتاب الله، وجهودهم في تفسيره وبيانه. وعن كتابه يقول الكاتب: "وتفاسير الأحكام أعني بها الكتب التي اختصت واقتصرت على آيات الأحكام فقط ولم تتناول غيرها من آيات القرآن الكريم. وقد فصلت في دراستي لها ما عثرت عليه من الكتب القديمة المخطوط منها والمطبوع، أما ما فقد منها، وما ألف في عصورنا المتأخرة وهي متوافرة بالأيدي فقد أجملت الحديث عنها ليس تقليلاً من شأنها، ولكن لو تكلمت عن الجميع بالتفصيل لطال الأمر والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "إن المثبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى".وتأتي أهمية هذا الكتاب من كون العلماء على مر العصور قد اهتموا بتفسير القرآن وبيان غريبة وما فيه من حكم وتشريع، بهدف أن يفهم جميع الناس كلام الله تعالى، ليعلموا به على بينة، ولتقوم عليهم به حجة الله البالغة.وللإحاطة بموضوع الكتاب أكثر بجزأيه الأول والثاني يقسم الباحث دراسته إلى تمهيد وثلاثة أبواب وخاتمة. أما التمهيد: فقد بين فيه معنى التفسير وعلاقته بالتأويل ونشأته وتفرع تفسير الأحكام فيه. والباب الأول: تناول فيه تفسير الأحكام وآياته. أما الباب الثاني: فقد تكلم فيه عن تفاسير آيات الأحكام المحمودة، وما امتازت به عن التفاسير المذمومة. وأما الباب الثالث: فقد تبين فيه تفاسير آيات الأحكام المذمومة وتكلم فيه عن فرقتين الأول: الزيدية، والثانية الإمامية، كذلك تكلم الكاتب عن الإباضية وأشهر كتبهم في التفسير. وأخيراً خاتمة الكتاب.