في هذه الرواية لعلال بورقية، يستحضر السارد سمير الحفراوي، شخصيات ووقائع من حياته في مدينة "طنجة" أيام الطفولة، ثم بعد هجرته إلى بلجيكا طلبًا للعمل، وتقلُّبه بين مهن شتّى... حياة صعبة، مليئة بالمغامرات العاطفية والجنسية، غير أن الشعور بالوحدة يطارده فيلجأ إلى القراءة ومشاهدة الأفلام والتفكير في حبيبته "وحيدة" التي انفصلتْ عنه. يح...
قراءة الكل
في هذه الرواية لعلال بورقية، يستحضر السارد سمير الحفراوي، شخصيات ووقائع من حياته في مدينة "طنجة" أيام الطفولة، ثم بعد هجرته إلى بلجيكا طلبًا للعمل، وتقلُّبه بين مهن شتّى... حياة صعبة، مليئة بالمغامرات العاطفية والجنسية، غير أن الشعور بالوحدة يطارده فيلجأ إلى القراءة ومشاهدة الأفلام والتفكير في حبيبته "وحيدة" التي انفصلتْ عنه. يحكي علال بورقية ذلك وفق "منطق" الحلم، من دون مراعاة التسلسل الزمني، وعبر مشاهد وتذكّرات تتداعى إلى خاطر السارد من خلال الاستطراد والاستيهام؛ فيتحول النص من سرد واقعي إلى نص مفتوح على الفانتاستيك واستبطان الذات. من هذه الزاوية، يمكن القول بأن " أبدية خالصة " هي لحظة مواجهة مع الحياة في بلــد الغـُـربة: إذ طالما انتظر سمير أن تمنحه حياةُ المهجر ما كان يصبو إليه من استقرار ورغــَـد، لكنه يجد نفسه في نهاية المطاف محشورًا وسط جيران وأناس يزجون الوقت في الشرب والرقص (للامنانة القوادة وابنتها فريدة، ماغي الجارة التي شبع من مضاجعتها)؛ أما المحبوبة التي تعلق قلبه بها "وحيدة" فقد تناءتْ وأصبحت حبًا مستحيلاً. كل شيء تناثــر وتلاشــى، لكن سمير يعانق الكتابة لاقتناص لحظة أبدية قد تنقذ حياته من الابتذال والضياع. إنه يواجه الوحدة والعزلة والخيبة بالكتابة عن تلك اللحظات المُـمـيّـزة التي تظل، رغم كل شيء، لابدة في الأعماق لا يُـطاولها صدأُ الزمن الفاني.