مفهوما أنطولوجيا ، وهو يناقش هذا المفهوم عند كل الفلاسفة الذين تناولوه بالدراسة ، كما أنه يقدم رؤية نقدية لآرائهم .ويمكن تقسيم هؤلاء الفلاسفة إلى فريقين ؛ فهناك أولا الواقعيون الذين يعتقدون بوجود أنواع طبيعية باستقلال عنا ، وهناك ثانيا الاصطلاحيون الذين يذهبون إلى أن كل الأنواع التى نميزها هى من صنع الذهن وأنه لا يوجد تمييز بين ...
قراءة الكل
مفهوما أنطولوجيا ، وهو يناقش هذا المفهوم عند كل الفلاسفة الذين تناولوه بالدراسة ، كما أنه يقدم رؤية نقدية لآرائهم .ويمكن تقسيم هؤلاء الفلاسفة إلى فريقين ؛ فهناك أولا الواقعيون الذين يعتقدون بوجود أنواع طبيعية باستقلال عنا ، وهناك ثانيا الاصطلاحيون الذين يذهبون إلى أن كل الأنواع التى نميزها هى من صنع الذهن وأنه لا يوجد تمييز بين الأنواع الاصطلاحية والأنواع الطبيعية .إن البحث يهدف إلى تحليل حجج الفريقين ونقدها من أجل ترجيح رأى على الآخر ، ومن ثم فهو يعتمد على المنهج التحليلى والمنهج النقدى من أجل تحقيق هدفه .وينقسم البحث إلى مقدمة وفصل تمهيدى وستة فصول ، بالإضافة إلى الخاتمة وثبت المراجع . ونتناول فى المقدمة تعريف إشكالية البحث باعتبارها إشكالية أنطولوجية فى الأساس تهدف إلى الإجابة عن التساؤل "" هل توجد أنواع فى الطبيعة ؟ "" .ونناقش فى الفصل التمهيدى مبحث أنطولوجيا العلم من حيث طبيعته والمشكلات التى يتعرض لها ، بالإضافة إلى محاولة تبرير مشروعيته .أما الفصل الأول فندرس فيه نظريات الأنواع الطبيعية التى تحاول تعريف مفهوم الأنواع الطبيعية ، وقد وجدنا أربعة تعريفات مختلفة للأنواع الطبيعية هى مفهوم التشابه وقوانين الطبيعة ومفهوم الماهية ومفهوم الخصائص .ونقدم فى الفصل الثانى تحليلا لمفهوم الأنواع الطبيعية لدى جون ستيوات مل الذى كان أول من صاغ هذا المفهوم بصورته الحديثة .وفى الفصل الثالث نتناول بالتحليل والنقد حجج لوك ضد الأنواع الطبيعية، ونبين كيف يمكن للواقعى أن يَرُدّ عليها .أما الفصل الرابع فنحاول أن نحلل فيه انتقادات المعارضين للواقعية لمفهوم الأنواع الطبيعية .ويأتى الفصل الخامس حيث نناقش فيه إلى أى مدى تُعتبر الأصناف البيولوجية أنواعا طبيعية ، وقد ركّزنا فيه على نظرية دوبريه التعددية .أخيرا نتناول فى الفصل السادس النظرية العلية للإشارة وما تستلزمه هذه النظرية بالنسبة للأنواع الطبيعية .وينتهى البحث بخاتمة نعرض فيها لأهم نتائج البحث ، ولعل أهم هذه النتائج ما يلى :1 – الواقعية : توجد أنواع واقعية فى الطبيعة ، ويمكن تعريف هذه الأنواع فى النقاط التالية :أ – هناك خصائص واقعية فى الطبيعة موجودة باستقلال عنا .ب – تميل هذه الخصائص إلى أن تتجمع بحيث تشكل وحدة ، أعنى نوعا .ج – توجد فجوات بين الأنواع الطبيعية .2 – التصنيف الطبيعى : هناك تصنيف طبيعى يقدمه العلم الحديث ، وتُقاس طبيعيته بقدرته التنبؤية ، أعنى أنه قادر على التنبؤ بوجود أنواع طبيعية لم تُكتشف من قبل .3 – الخصائص الماهوية : إن الاعتقاد فى وجود أنواع طبيعية يستلزم التسليم بوجود خصائص ماهوية لهذه الأنواع ، أعنى خصائص لا يمكن أن يفقدها النوع بدون أن يتوقف عن أن يكون هو نفسه .4 – الأصناف البيولوجية ليست أنواعا طبيعية : من الأفضل رؤية الأصناف على أنها أفراد . وقد استنتجنا أن الأصناف تختلف عن الأمثلة الأخرى للأنواع الطبيعية مثل الجسيمات دون الذرية والعناصر والمركبات الكيميائية .5 – التعددية : هناك تعددية أنطولوجية مصدرها أن الأنواع فى العلوم الأعلى مستوى لا يمكن ردها إلى الأنواع فى العلوم الأدنى مستوى .6 – عدم فصل الإشارة عن التصنيف : إذا أردنا تحديد إشارة حدود الأنواع الطبيعية فلابد أن نأخذ فى الاعتبار وضع النوع الذى يُطلق عليه الحد فى التصنيف الإجمالى للأنواع الطبيعية"