بعد أن أخفقت الحملة الصليبية السابقة في تحقيق أهدافها باحتلال مصر، وغرقت في مياه النيل في تشرين الثاني من عام 1249م، أعلن قائد الحملة القديس لويس التاسع ملك فرنسا وهو في طريقه من سجنه في المنصورة إلى عكّا بعد تحريره بفدية من الأسر: "لقد تكسرت الرماح والسيوف.. فلنبدأ حرب الكلمة".والشيء بالشيء يذكر، فبعد أن أدرك الغرب استحالة تحقي...
قراءة الكل
بعد أن أخفقت الحملة الصليبية السابقة في تحقيق أهدافها باحتلال مصر، وغرقت في مياه النيل في تشرين الثاني من عام 1249م، أعلن قائد الحملة القديس لويس التاسع ملك فرنسا وهو في طريقه من سجنه في المنصورة إلى عكّا بعد تحريره بفدية من الأسر: "لقد تكسرت الرماح والسيوف.. فلنبدأ حرب الكلمة".والشيء بالشيء يذكر، فبعد أن أدرك الغرب استحالة تحقيق أطماعه في الوطن العربي عبر الاحتلال العسكري، وآلة الحرب.. وبعد أن عجزت إسرائيل-وريثة مملكة بيت المقدس ومعقل الصليبية الجديدة- أن تفرض نفسها وتبسط هيمنتها عبر الاحتلالات الحربية وباستخدام أكثر الأسلحة تطوراً وفتكاً.. لجأ الغرب بالأصالة عن نفسه، ونيابة عن مملكته الصليبية إلى حرب الكلمة أيضاً.. وجاءت هذه المرة على أجنحة (حمائم السلام.. من واشنطن إلى مدريد) المثقلة بأطنان من المخدرات والتبغ الأمريكي الموطن وأزياء وعطورات وثقافة وأخلاقية الغرب ودفاعه عن (حقوق الإنسان) في نظامه العالمي الجديد!