دراسة شرعية لـ د. "أحمد مصطفى نصير": حول مواضع الإعجاز الدستوري في سورة البقرة كأحد أوجه التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم، حيث تناول الكاتب تسميتها، وفضلها، ومحاورها وخطوطها الرئيسية في إطار وحدتها الموضوعية من هذا الجانب. تزامن نزول أول آيات سورة البقرة مع مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة بعد هجرته من وطنه الأول...
قراءة الكل
دراسة شرعية لـ د. "أحمد مصطفى نصير": حول مواضع الإعجاز الدستوري في سورة البقرة كأحد أوجه التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم، حيث تناول الكاتب تسميتها، وفضلها، ومحاورها وخطوطها الرئيسية في إطار وحدتها الموضوعية من هذا الجانب. تزامن نزول أول آيات سورة البقرة مع مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة بعد هجرته من وطنه الأول مكة المكرمة، وإنشاء أول دولة للمسلمين تقوم على دستور وشعب متعدد الديانات حيث كان يقطنها المهاجرون والأنصار، وكان يسكنها من قبل أهل الكتاب، فظهرت الحاجة لأن تتحدث سورة البقرة عن بني إسرائيل باعتبارهم طرف أصيل في دولة المدينة المنورة، فلما قدم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بدين جديد، وتولى الزعامة عليهم، حسدوه وحسده المنافقون - كذلك - حيث أُوتي الملُك عليها دونهم، لكنه سرعان ما بادر بوضع وتأسيس أول دستور بالمدينة المنورة، فكان بمثابة الإطار التشريعي لما ينظم علاقة الدولة بالرعية، وعلاقة الأفراد بعضهم ببعض في أطر شتى سواء في العلاقات الاجتماعية أو الأسرية أو المالية والاقتصادية والتجارية، فكان لابد أن يساير القرآن الكريم هذا التغير الحادث في مراحل الدعوة الإسلامية، فتنزلت سورة البقرة لتبين الأسس التي ينبغي أن يسير عليها النبي صلى الله عليه وسلم في بناء هذه الدولة، وتبين له أصناف الناس في المجتمع الذي ينشد بناء دولته فيه على أسس راسخة، وترسم للمسلمين معالم دولتهم الجديدة، وتعالج مشكلاتهم الحالية، وكان في ذكر قصة آدم عليه السلام واستخلافه في الأرض إيضاح للغاية من خلقه، كما كان في ذكر قصة طالوت وجالوت، وإتيان داود الملك استكمالا لقصة آدم التي بدأتها السورة في بداية مطلعها من حيث استكمال مفهوم الخلافة في الأرض، والأخذ بأسباب التمكين