الأثر الفلسفي على آراء الرازي العقدية

دراسة صلة الرازي بالفلسفة، مروراً بمنهجه في البحث والنظر، والتعامل مع الفلسفة، وانتهاء برصد وتحليل آرائه العقدية التي تأثر فيها بالفلاسفة لكشف وجه التأثر ودرجته. واعتبرت «تكوين» أنّ قيمة الكتاب تتمثل في كون سؤال التأثر والتأثير من أهم الأسئلة الحاضرة والمؤثرة في الدراسات النقدية، وتتأكد أهمية دراسة التأثر حين يكون سبباً رئيساً في إخضاع قضايا الاعتقاد المستمدة من الوحي المعصوم لفلسفات هي جهد للعقل البشري! والمتتبع لعلم الكلام في مراحله يجد أن موقفه من الفلسفة هو إحدى إشكالياته الفكرية؛ حيث بدأ رافعاً راية النقد والمعارضة للفلسفة وانتهى الحال بعلم الكلام المتأخر إلى الاختلاط بها. وفي الوقت الذي يتفق فيه الباحثون على أن الرازي يعد أبرز من يمثل علم الكلام المتأخر نلاحظ مشكلة بحثية أخرى تتمثل في الاختلاف حول تحديد اتجاهه، فحين اعتبره البعض متكلماً اعتبره آخرون فيلسوفاً، ومن الباحثين من يرى أنه مر بأطوارٍ متعددة.