إن التأليف في علم الصرف من الأمور المهمة جداًن ومن الصعب على المرء أن يتقن هذا العلم أو الفن، ولهذا نجد التأليف في علم الصرف قليلاً جداً بالنسبة إلى علوم اللغة العربية الأخرى، وذلك لأن جلة العلماء قد وقعوا في سقطات.ولم يفرد العلماء القدماء كتباً خاصة بعلم التصريف، إلا نادراً، وإنما تركزا موضوعاته مبثوثة في كتبهم النحوية، فسيبويه...
قراءة الكل
إن التأليف في علم الصرف من الأمور المهمة جداًن ومن الصعب على المرء أن يتقن هذا العلم أو الفن، ولهذا نجد التأليف في علم الصرف قليلاً جداً بالنسبة إلى علوم اللغة العربية الأخرى، وذلك لأن جلة العلماء قد وقعوا في سقطات.ولم يفرد العلماء القدماء كتباً خاصة بعلم التصريف، إلا نادراً، وإنما تركزا موضوعاته مبثوثة في كتبهم النحوية، فسيبويه المتوفي سنة (180هـ) الذي ألف كتابه النحوي الذي عرف فيما بعد بـ(الكتاب)، لأهميته، لم يولف كتاباً خاصاً بعلم التصريف، وإنما جعل موضوعاته، بإشارات يسيرة، ضمن موضوعات النحو الآخرى.ولأهمية كتاب (البناء في علم التصريف) الذي بين يدينا، عزم الدكتور محمود جاسم الدرويش على جمع مخطوطاته، وتحقيقها تحقيقاًُ علمياً، ورجع إلى كتب الصرف القليلة لتوثيق مادة الكتاب.ولأهمية هذا الكتاب فقد تناوله عدد من العلماء بالشرح والتبيان، فقد شرحه محمد الكفوي بن الحاج حميد، وقد طبع هذا الشرح في استانبول عام 1295هـ.وبغض النظر عن نسبة الكتاب إلى اي عالم من علماء العربية، فإن الكتاب طرفة نفيسة، فيها مسائل صرفية يحتاجها الصرفيون وغيرهم.أما فيما يتعلق بعمل المحقق نجده قد اهتم بنسخ الأصل، وفق القواعد الإملائية المعروفة مع وضع علامات الترقيم، وضبط الكلمات التي قد تشكل قراءتها بالشكل، تصحيح ما وقع في المخطوط من خطأ أو تغيير أو سقط، أو زيادة أو تقديم وتأخير. توثيق الآراء والأقوال المنسوبة إلى أصحابها بالرجوع إلى كتبهم. عارض النص بكتب الصرف الأخرى. عرف ببعض الأعلام التي وردت في النص. أثبت الخلاف بين النسخ. فسرت المفردات الغريبة.