إن الأمراض التي تعانيها شعوب ودول المنطقة العربية كافة، من أمراض سياسية واقتصادية وثقافية، ليست حصيلة عهود قريبة في مسار التاريخ، وإنما هي آثار قهر سياسي واجتماعي طال مداه في دورات متراكمة، حتى أنتج ركاماً من المشكلات، ولم تزل الإرادة السياسية في المنطقة العربية متخلفة عن الإرادة الشعبية في العمل لتحقيق الإصلاح السياسي، ووضع خطط...
قراءة الكل
إن الأمراض التي تعانيها شعوب ودول المنطقة العربية كافة، من أمراض سياسية واقتصادية وثقافية، ليست حصيلة عهود قريبة في مسار التاريخ، وإنما هي آثار قهر سياسي واجتماعي طال مداه في دورات متراكمة، حتى أنتج ركاماً من المشكلات، ولم تزل الإرادة السياسية في المنطقة العربية متخلفة عن الإرادة الشعبية في العمل لتحقيق الإصلاح السياسي، ووضع خططه موضع التنفيذ، ما أتاح الفرصة لتظهر في الأفق الدعاوى الغربية، وبوجه خاص الأمريكية منها، لإصلاح أوضاع الدول العربية والإسلامية، في ما عرف بسياسة جديدة للولايات المتحدة الأمريكية تجاه المنطقة عبر العديد من المشاريع والمبادرات.وبناءً على هذا تأتي أهمية دراسة الإصلاحات السياسية بأجندة أمريكية خاصة بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001، عندما توصلت واشنطن إلى اقتناع مفاده أن غياب الديمقراطية وانتهاك حقوق الإنسان وتردي الأوضاع الثقافية قد تكون مسؤولة عن إنتاج الإرهاب، وهو ما دفع الإدارة الأمريكية إلى محاولة فرض أجندتها للديمقراطية على العالم بحسب رؤيتها، من منطلق تخوفها من حدوث تهديد لأمنها ومصالحها القومية، وضرورة تغيير هذه الأوضاع وبخاصة السياسية منها، وبالتالي، فقد أصبح إعمال الإصلاح السياسي ونشر الديمقراطية في المنطقة العربية أحد الأهداف المعلنة للسياسة الأمريكية في المنطقة.وحتى تتضح حقيقة الإصلاحات السياسية الأمريكية في المنطقة، لا بد من وضع هذه الإصلاحات في ميزان البحث الموضوعي لفهم حيثيات هذه الإصلاحات ومدى جديتها، إذ إن ثورات الربيع العربي، قد كشفت الواقع الذي لطالما تذرعت الولايات المتحدة الأمريكية بصعوبته في البيئة العربية.