الثورة الإسلامية في إيران في أفق تفكك البراديغمات الجاهزة

تقع أمام المرء أحداث فكريّة كبرى ذات بعد وجوديّ أنطولوجيّ، ولا يتمّ النعامل معها بشكل إيجابيّ، او يتمّ الاكتفاء بالإشارة إليها، دون سعي حقيقيّ للنظر في تفاصيلها، إن إيجابيًّا أو سلبيًّا بمصاديق عملانيّة. وهذه الأبحاث، وعلى اهمّيّتها التي لا تنكر، لا تجعل من الحدث الفكريّ براديغمًا يحرّك التصوّرات الفكريّة الجانبيّة والتي لا تؤدّي إلى نفس المصداق، أي حسن التعاطي مع الموضوع وتقليبه من كلّ جوانبه. وربّما تعتبر الثورة الإسلاميّة في إيران أهمّ حدث وقع في التاريخ الإسلاميّ الحديث، وقد أثّرت بشكل كلّيّ كبرويّ على مجمل التصوّرات الدوليّة. وعندما نقول إنّها أثّرت بشكل كلّيّ كبرويّ، فمقصودنا هو حضورها في السياسات العالميّة الكبرى، سواء تتحرّك في اتّجاه المعيّة أو الضدّيّة، ولهذا بالذات، اعتبرت حدثًا تاريخيًّا بامتياز، ليس فقط عند المسلمين وحسب، بل وإنسانيًّا. ومن هنا تأتي أهمّيّة هذا البحث فما سوف نسعى إلى تفصيله ليس وضع إضبارة فكريّة على الوقائع والتمحّك في الصراعات الإعلاميّة للخلوص إلى نتيجة مع أو ضدّ، بل ما سوف نعمل على بحثه هو تلك التضاريس العميقة في البنية المعرفيّة للثورة الإسلاميّة، بوصفها مكوّنات بنيويّة ضامنة لهويّتها الخاصّة، ومن هنا أهمّيّة التعاطي بشكل موضوعيّ ومتعال مع هذا الحدث.الفهرسالفصل الأوّل: الارتكاز المنهجيّ لمقاربة البنية الفكريّة للثورة الإسلاميّة.المبحث الأوّل: الثورة الإسلاميّة بين الطفرة والتغيير الترتيبيّ.المبحث الثاني: ما هيّة الزمن المقدّس والزمن المدنّس.المبحث الثالث: ديناميّة الفهم التأويليّ الأوسطيّ.المبحث الرابع: إعادة تكميم.الفصل الثاني: أنطولوجيّة السؤال الدستوريّ في المعرفة الثوريّة.المبحث الأوّل: الأساسيّات المعرفيّة في فكرة الدستور الإسلاميّة عند الإمام.المبحث الثاني: الأساسيّات الأداتيّة للدستورانيّة الإسلاميّة وفقًا لمنظور الإمام.الفصل الثالث: خطّ الإمام في أفق مهدويّته: محكّ البراديغم المهدويّ.المبحث الأوّل: البراديغم المهدويّ وسؤال التأسيس.المبحث الثاني: خطّ الإمام في سؤال الانهمام وحركة الثورة.المبحث الثالث: نظريّة الثورة وسقف الروحيّة السياسيّة.خاتمة