سورة يوسف تروي قصة شاب عانى المحن والآلام حتى جنى ثمار إخلاصه طيباً مباركاً فيه، وفي كلا حاليه لا نراه برما ساخطاً متعالياً متكبراً ولكنه الإنسان الصابر الشكر الذي يدعو الله أن يتوفاه مسلماً بكل ما تحمل كلمة (الإسلام) من معنى الخضوع لله والاطمئنان في العقيدة التي ارتضى. ولهذا كانت دراستي عن هذه السيرة العطرة لعلها تؤتي غرسها في ...
قراءة الكل
سورة يوسف تروي قصة شاب عانى المحن والآلام حتى جنى ثمار إخلاصه طيباً مباركاً فيه، وفي كلا حاليه لا نراه برما ساخطاً متعالياً متكبراً ولكنه الإنسان الصابر الشكر الذي يدعو الله أن يتوفاه مسلماً بكل ما تحمل كلمة (الإسلام) من معنى الخضوع لله والاطمئنان في العقيدة التي ارتضى. ولهذا كانت دراستي عن هذه السيرة العطرة لعلها تؤتي غرسها في نفوس الشباب المتعطش إلى القدوة الحسنة والمثل الكريم يحتذيه، ويجعله برهاناً أمام ناظريه يعصمه من الزلل ولو واتته الفرصة سهلة.إن سيرة يوسف كما يصورها القرآن وهو آية البلاغة والإعجاز ينبغي أن يتمثلها الأدباء أيضاً، فقد عرضت أحداثها الكثيرة لمواقف الجنس بما لا يخدش لعذراء حياء، ومع ذلك تدرس كنص أدبي ممتع ومفيد. من أجل هذا نرى أن يضم البحث بين دفتيه أربعة أبواب: الباب الأول: تفسير يمثل انطباعات الباحث الذاتية مع تحليل بعض الألفاظ لغوياً وتبيان الجوانب النفسية التي شحنت الصورة بها أبطالها. الباب الثاني: أثر الوراثة والتربية الدينية في خلق الشخصية اليوسفية فنعرض بإيجاز واف لآباء يوسف.. يعقوب وإسحاق وإبراهيم لنرى أن بيت النبوة كان عامراً بالإيمان والإحسان وكذلك كان المحور الذي يدور عليه سلوك يوسف.. الخوف من الظلم أن يقع منه. الباب الثالث: وهو عن تأثر الشعراء والأدباء عامة بما حوته سورة يوسف من معان سامية ومواقف هامة. الباب الرابع: ويعرض لقصة يوسف بين القرآن والتوراة مع الاهتمام بكشف ما نراه مخالفاً للنص القرآني، وفي هذا الصدد نرجع إلى الترجمة العربية والإنجليزية للتوراة.