هذا الكتاب يبين بأن فكرة التعددية من أكثر المواضيع تداولاً في عالمنا المعاصر، الذي يمتاز بالتعقيد والتنوع، فقد جاءت فكرة التعددية بالضد من الأحادية بمختلف صورها، أي فكرة البعد الواحد. فأصبح استعمال التعددية كمفهوم واسع الانتشار، يحمل إيحاءات إيجابية في أذهان الناس خاصة في مجال نقد مبدأ الأحادية والمناداة بقبول الآخر المختلف. فمن...
قراءة الكل
هذا الكتاب يبين بأن فكرة التعددية من أكثر المواضيع تداولاً في عالمنا المعاصر، الذي يمتاز بالتعقيد والتنوع، فقد جاءت فكرة التعددية بالضد من الأحادية بمختلف صورها، أي فكرة البعد الواحد. فأصبح استعمال التعددية كمفهوم واسع الانتشار، يحمل إيحاءات إيجابية في أذهان الناس خاصة في مجال نقد مبدأ الأحادية والمناداة بقبول الآخر المختلف. فمن هذا المنطلق يعتبر الفكر التعددي فكراً ديمقراطياً متنوعاً، وبريطانيا التي اختارت فكراً ديمقراطياً متنوعاً، وبريطانيا التي اختارت النهج الليبرالي الديمقراطي قد انطلقت من منطلق العداء للفكر الأحادي بمختلف أشكاله، لاسيما بعد سلسلة طويلة من الكفاح والمعاناة. وقد أدى استيطان أقوام وجنسيات متنوعة في بريطانيا، بمختلف المراحل الزمنية، إلى حالة من التحدي بين التمسك بالتقاليد والأعراف والقيم الثقافية، وبين عملية التكيف والاندماج بالمجتمع البريطاني. وخاصة بعدما ترسخت فيها التقاليد الديمقراطية وقيم الحرية، وتمكنت من تحقيق نوع من التوازن والانسجام في وسط المجتمع البريطاني المتنوع.