النبوءة في الشعر العربي الحديث هنيئاً للمكتبة العربية، ينبري فيها أديبٌ مقتدرٌ وجريءٌ لمعالجة مسألةٍ شائكةٍ وشبه موصدةٍ على الدارسين، عنيتُ "النَّبوءة في الشعر العربيّ الحديث". إنه الأديب الشاعر، والباحث المتألِّق، الدكتور طلال المير، الذي يختزن في ذاته طاقاتٍ بحثيّة تحليليّة سحيقة الغور في النفس الإنسانيّة، وقد فجّرها في هذا ال...
قراءة الكل
النبوءة في الشعر العربي الحديث هنيئاً للمكتبة العربية، ينبري فيها أديبٌ مقتدرٌ وجريءٌ لمعالجة مسألةٍ شائكةٍ وشبه موصدةٍ على الدارسين، عنيتُ "النَّبوءة في الشعر العربيّ الحديث". إنه الأديب الشاعر، والباحث المتألِّق، الدكتور طلال المير، الذي يختزن في ذاته طاقاتٍ بحثيّة تحليليّة سحيقة الغور في النفس الإنسانيّة، وقد فجّرها في هذا الكتاب النفيس الذي توصّل فيه إلى أمورٍ غايةٍ في الأهمّية والجدّة اغترفها ثم اعتصرها مما يزيد على الألف مصدر ومرجع في كلتا اللغتين العربيّة والفرنسيّة. وقد توصّل الباحث في هذا الكتاب الى أنّ الإنسان البدائي لا يزال يُقيم في داخل الإنسان المتحضّر باحثاً عن الرعاية والأمان والعمل الخارق، فكان الشعرُ، وكانت النبوءة، وهما صدى للنشاط المكبوت في الفكر والإرادة، كما رأى أنّ للشعر بصمات نبويّة، حاول أن يوضحها بردم الهوّة ما بين الشعراء والأنبياء، منطلقاً من أنّ العلماء ورثة الأنبياء، متسائلاً عن دور الشعراء في هذا المضمار، فكثيرٌ منهم أثروا أزمتهم ومجتمعاتهم بمعارف كونيّة أبعد أثراً ممّا توصّل إليه العلماء. هذا غيضٌ من فيض، امتلأ به هذا الكتاب، فبُوركت براعة صاحبه، وتبارك حصاده. د. ياسين الأيوبي