لقد كتبت مجموعة (الأشياء الناقصة) بسردية عالية ورؤية شعرية اعتنى الكاتب من خلالها بالمبنى والمعنى في النصوص. وهذا المنحى كان مشحوناً بقدرة السارد على تحليل الشخصية، أو تناولها وهي في أشد حالات التوتر بسبب وجودها الحرج في الزمان والمكان الصعب، أو بسبب التراكم الشعوري الذي خلقته الحروب وظواهر الإضطهاد الاجتماعي والسياسي. إن القاص ...
قراءة الكل
لقد كتبت مجموعة (الأشياء الناقصة) بسردية عالية ورؤية شعرية اعتنى الكاتب من خلالها بالمبنى والمعنى في النصوص. وهذا المنحى كان مشحوناً بقدرة السارد على تحليل الشخصية، أو تناولها وهي في أشد حالات التوتر بسبب وجودها الحرج في الزمان والمكان الصعب، أو بسبب التراكم الشعوري الذي خلقته الحروب وظواهر الإضطهاد الاجتماعي والسياسي. إن القاص (طامي هراطة عباس) استطاع من خلال بنيتين أت يحقق معادلاُ موضوعياً لنصوصه؛ الأولى: ترادف الأفعال وتواليها في حالات السرد الموضوعي، بحيث استطاع أن يخلصنا من رتابة الوصف والسرد الثقيل. وثانياً: حقق شعرية السرد عندما تناول الشخصية بسرد ذاتي، وهنا حقق موازنة بين الإسهاب والإغراق في الذات وانثيال ذهنها وبين توازن مثل هذه الإنثيالات، وكانت الكفة تميل إلى الثاني. وبهذا حقق السرد توازناً واضحاً. إن ما يميز هذه المجموعة هو قدرتها على استخدام اللغة، من خلال الصعود بها نحو الشعرية ومن خلال الاقتصاد ثم مراعاة إمكانياتها في الدخول إلى ثيمات الحياة من زوايا متعددة، وفي هذا انعدام للتكرار. كذلك حقق السرد نوعاً من بناء الجملة القصصية التي يهم فيها الترادف في الأفعال والتوائم البلاغي بين المفردات من جهة، واستحداث التركيب البلاغي الجديد من جهة أخرى.