القوى الدينية المحافظة تشدد على فكرة الشعب المختار وتضفي طابع القدسية على نصوص اميركا التأسيسية، مثل الدستور واعلان الاستقلال، وتتمسك بالنظام الاقتصادي تمسكا شبه ديني، وتعتبر طرق العيش الاميركية نموذجا يحتذى، وتشدد على الحرية الدينية على نحو يفوق حرصها على الحريات المدنية والسياسية. اما المتدينون الليبراليون فيقللون من شأن الفرا...
قراءة الكل
القوى الدينية المحافظة تشدد على فكرة الشعب المختار وتضفي طابع القدسية على نصوص اميركا التأسيسية، مثل الدستور واعلان الاستقلال، وتتمسك بالنظام الاقتصادي تمسكا شبه ديني، وتعتبر طرق العيش الاميركية نموذجا يحتذى، وتشدد على الحرية الدينية على نحو يفوق حرصها على الحريات المدنية والسياسية. اما المتدينون الليبراليون فيقللون من شأن الفرادة الاميركية. واذا ما اعتبروا ان الله يبارك اميركا، يسارعون الى القول ان هذه المباركة مشروطة بتحقيق العدالة، وهي في كل حال لا تميز شعبا بعينه عن سواه من الشعوب. ان ثنائية القطبين داخل البروتستانتية الاميركية تشغل كل صفحات الكتاب(...). ولا يغيب عنه، بعد ذلك، ان يظهر الانقسام بين البروتسانتيين في امر اسرائيل والتنوع في مواقف الانجيليين المحافظين انفسهم. فالبروتسانتية الاميركية ليست مسيحية متهودة، كما يقول البعض بخفة خطيرة، ولا كل الانجيليين المحافظين صهاينة، كما يستسهل القول البعض الآخر(...). لذلك يحاذر الفصل الرابع، الذي يتحدث عن لقاء الماسيانيين، الخلط بين النوازع الدينية وشبه الدينية والحسابات السياسية، فالتحالف الراهن بين الانجيليين المحافظين الجدد وجماعات الضغط اليهودية المؤيدة لليمين الاسرائيلي ليس زواجا كاثوليكيا. فلكل فئة منهم ماسيانيته.