“نم سعيدًا، أيها الحب/ يا قشرة الضلال الأخيرة فوق هذه الأرض/ أنا قطة خطواتك حين يطردونك من العمل”. بهذه اللغة الحميمة والهادئة، تفتتح الشاعرة السورية سوزان علي، باكورة أعمالها الشعرية (المرأة التي في فمي)، الصادرة حديثًا عن منشورات المتوسط (ميلانو- 2018)؛ لكنها ليست النبرة الوحيدة دون شك، إذ ثمة وجع مدفون بين ثنايا كلماتها، بحيث...
قراءة الكل
“نم سعيدًا، أيها الحب/ يا قشرة الضلال الأخيرة فوق هذه الأرض/ أنا قطة خطواتك حين يطردونك من العمل”. بهذه اللغة الحميمة والهادئة، تفتتح الشاعرة السورية سوزان علي، باكورة أعمالها الشعرية (المرأة التي في فمي)، الصادرة حديثًا عن منشورات المتوسط (ميلانو- 2018)؛ لكنها ليست النبرة الوحيدة دون شك، إذ ثمة وجع مدفون بين ثنايا كلماتها، بحيث نجد -جنبًا إلى جنب- الحب والحرب، كلاهما في درفة واحدة.المجموعة الواقعة في ثمانين صفحة من القطع المتوسط؛ جاءت متحررةً من أسر “العنونة”، إذ تكتفي الشاعرة بتقنية المقطع، بحيث كل مقطع يأخذ مساحة صفحة أو أكثر قليلًا، ما سهل للقارئ عملية التلقي، حيث أتاحت له الانتقال بسلاسة من قصيدة/ مقطع/ صفحة لأخرى: “يأخذني الرصيف إلى البيت/ يأخذني البيت إلى الفوضى/ تأخذني الفوضى إلى الشجرة/ تأخذني الشجرة إلى جسدي/ عميقًا عميقًا/ رائحتي تحوم حول جذر رمانة في أعالي الجبال”.