وقد ارتبط نعمان عاشور بالواقع الاجتماعي المصري، واستطاع أن يؤرخ تاريخًا دراميًا لمصر منذ بواكيره في منتصف الخمسينيات حتى وفاته في منتصف الثمانينيات، من خلال أعمال درامية، رصد فيها مراحل التحول والتغير التي أصابت المجتمع المصري، محاولًا ككاتب اشتراكي أن يدفع بالقيم الجديدة إلى الأمام بغية بناء مصر الجديدة، حيث إن كتاباته تبشر بما...
قراءة الكل
وقد ارتبط نعمان عاشور بالواقع الاجتماعي المصري، واستطاع أن يؤرخ تاريخًا دراميًا لمصر منذ بواكيره في منتصف الخمسينيات حتى وفاته في منتصف الثمانينيات، من خلال أعمال درامية، رصد فيها مراحل التحول والتغير التي أصابت المجتمع المصري، محاولًا ككاتب اشتراكي أن يدفع بالقيم الجديدة إلى الأمام بغية بناء مصر الجديدة، حيث إن كتاباته تبشر بما ينبغي أن يكون عليه المستقبل. وهكذا ظهرت في مصر حركة جديدة في المسرح، اتجهت إلى الواقعية البناءة، وصوت الواقع الديناميكي المتحرك، والمتغير، والمتطور بكل تفاعلاته، وتناقضاته، وتقيداته، والتطلع إلى المستقبل.وقد حاولنا خلال هذا الكتاب مناقشة القضايا التي تطرق لها نعمان عاشور مناقشة نظرية وتطبيقية، حيث حاولنا- قدر المستطاع- التطبيق على بعض النماذج المسرحية المتنوعة في مسرحه، ظنًا منا أنها تمثل مجمل الموضوع المراد دراسته، كما تركنا العمل الفني يحلل نفسه، من خلال تتبع المسار، والمنهج، والتقنيات التي انتهجها نعمان عاشور، والمدى الذي حقق به أهدافه.وعليه فقد تم تقسيم هذا الكتاب إلى تمهيد، وأربعة فصول، وخاتمة، اشتملت على أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة. فكان الفصل الأول بعنوان: الواقعية في المسرح المصري قبل ثورة 23 يوليو وما بعدها، حيث قسمته إلى مبحثين: تناول المبحث الأول الحديث عن الواقع الاجتماعي والسياسي في المسرح قبل ثورة يوليو 1952، وتطرق المبحث الثاني للواقع الاجتماعي والسياسي في المسرح بعد ثورة يوليو 1952.أما الفصل الثاني فكان بعنوان: منهج نعمان عاشور وموقعه بين الأصالة والمعاصرة والتجديد، ونظرة نعمان عاشور للواقعين الاجتماعي والسياسي، والأهداف السياسية والاجتماعية لمسرحه، وكان الفصل الثالث بعنوان: توظيف الواقعية اللغوية في مسرح نعمان عاشور، حيث قسمته إلى مبحثين: تعرض المبحث الأول للحوار المسرحي- مشكلة لغوية، وتطرق المبحث الثاني للحديث عن واقعية الحوار والشخصية في مسرح نعمان عاشور، وكيف استطاع أن يعطي الشخصية الدرامية نوعية الحوار والكلمات المتماشية مع الشخصية الحقيقية في الواقع اليومي.أما الفصل الرابع والأخير فكان بعنوان: نماذج تحليلية من أعمال نعمان عاشور، لقد قسمته إلى خمسة مباحث، ثم كانت بعد ذلك خاتمة الكتاب، والتي اشتملت على أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة في إيجاز شديد، ثم بعد ذلك كانت قائمة المصادر، والمراجع، والدوريات التي اعتمدت عليها الدراسة.