من الجزائر العاصمة الى وهران، مروراً بقسنطينة – المدينة التي انطلق منها هذا الاستطلاع – تزايد عدد الجوامع والمساجد تزايداً كبيراً في الجزائر منذ السبعينات. إن هذا الإحياء للدين بالجوامع، يرتبط في آن بحركة التحضّر المتصاعدة في البلد، والناجمة عن الديموغرافيا والهجرة الريفية، وبغياب البنى الثقافية والترفيهية، وبالتطويق – السياسي/ ...
قراءة الكل
من الجزائر العاصمة الى وهران، مروراً بقسنطينة – المدينة التي انطلق منها هذا الاستطلاع – تزايد عدد الجوامع والمساجد تزايداً كبيراً في الجزائر منذ السبعينات. إن هذا الإحياء للدين بالجوامع، يرتبط في آن بحركة التحضّر المتصاعدة في البلد، والناجمة عن الديموغرافيا والهجرة الريفية، وبغياب البنى الثقافية والترفيهية، وبالتطويق – السياسي/ الأيديولوجي / البوليسي – للمجتمع. فأزمة السكن، وما ينجم عنها من اختناق، إضافة الى ظروف حياتية صعبة، أسهمت أيضاً في جعل الجوامع ضرورياً، ليس فقط كمكان عبادة وصلاة، بل أيضاً كمجال إحياء واسترخاء، والواقع أن الحمامات تقدم، بغرف وضوئها، مكاناً لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة الى أهالي الأحياء المكتظة بالسكان والمفتقرة الى الماء. وفي ما يتعدى الوصف الحي والدقيق لظاهرة الجوامع هذه، ينكب مؤلف "الإخوان والجامع" أحمد رواجيه على إظهار كيفية توسل بعض الجماعات الناشطة، بعض الفئات الاجتماعية، للإسلام في الحياة اليومية. وهو إسلام يتكشف في أحوال كثيرة، وفي ما يتعدى كونه مصدر إلهام ديني ثقافي، إنه وسيلة لكسب الشهرة والنفوذ، وإنه بوجه خاص رهان سياسي، اليوم، مع صعود جبهة الإنقاذ الإسلامية. من هنا تنوع الإسلام في الجزائر، والتناقضات والتمزقات التي لم ينقطع عن توليدها في الجسم الجزائري. ولد أحمد رواجيه في العام 1947 في الجزائر، وهو دكتور في التاريخ، درس هذه المادة في مركز باطنا الجمعي، ثم في جامعة قسنطينة، ما بين 1983 و1987 وتابع عن كثب، منذ عشر سنوات، مسألة الإسلام وقدم ندوات في جامعة قسنطينة ونشر مقالات في المجلات والصحف العربية والفرنسية، حول الإسلام وخصوصاً الهجرة، وهو يتابع حالياً في باريس أبحاثاً حول الإسلام والمؤسسات في الغرب.