تميزت الثقافة الوطنية الفلسطينية بأنها "ولدت وترعرعت عبر الجهود التنويرية، وفي خضم النضال ضد الغزو الأستيطاني الصهيوني.."، و"التنوير مرحلة من النهوض القومي العربي، استهلت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وتواصلت حتى الحرب العالمية الأولى، أو بعد ذلك بسنوات، حين أخضعت الأقطار العربية لحكم الانتدابات". خاضت الثقافة الوطنية الف...
قراءة الكل
تميزت الثقافة الوطنية الفلسطينية بأنها "ولدت وترعرعت عبر الجهود التنويرية، وفي خضم النضال ضد الغزو الأستيطاني الصهيوني.."، و"التنوير مرحلة من النهوض القومي العربي، استهلت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وتواصلت حتى الحرب العالمية الأولى، أو بعد ذلك بسنوات، حين أخضعت الأقطار العربية لحكم الانتدابات". خاضت الثقافة الوطنية الفلسطينية نضالها وسط ظروف من التخلف الاجتماعي للمجتمع المحلي ومن عفوية الممارسة، "كما تاهت بين فهم للصهيونية كحركة يهودية مضمونها الزيف، أو كشرّ أزلي يقتضي تطهير البشرية منه.."، و"لم تتفق حركة التنوير على مفهوم معين للصهيونية.."، "فتغلغل فيها عنصر التوتر الانفعالي والحيرة والقلق، كما داخلها الندب والتفجع، وبقيت ثقافة مقاومة، ولم تمارس دور التحرير". تضيء الدراسة في هذا الكتاب، على حياة وأفكار روّاد هذه المرحلة في فلسطين، وتبدأ بفصل واسع يشرح في لمحة تاريخية، أوضاع بدايات الثقافة العربية في فلسطين في الأدب والصحافة والمسرح، والعقبات والإعاقات التي واجهتها. ثم تنتقل بعدها للحديث عن حياة ومؤلفات كل من هؤلاء الرواد، من محمد روحي الخالدي الباحث والناقد صاحب العديد من المؤلفات في مجالات التاريخ والعلوم والآداب، وبندلي الجوزي الذي ترك 17 كتاباً في اللغات والتاريخ والأبحاث الاجتماعية"، فتبحث في مؤلفه "من تاريخ الحركات الفكرية في الإسلام"، وخليل السكاكيني فتسرد حياته وتعيد للأذهان أهم انشغالاته ومنها: "ربط الأدب بالحياة"، و"دور المثقف في الحركة الوطنية"، و"دمج الكنيسة الأرثوذكسية بالقضية الوطنية"، ثم نجيب نصّار وجريدته "الكرمل" التي "ظلت تدافع وتنطق باسم الجماهير العربية وطموحاتها"، وخليل بيدس الرائد في مجال القصة والذي أصدر كتاب "الوريث" وهو أول رواية فلسطينية، واهتمامه بـ"مجلة النفائس العصرية"، ونجيب عازوري الملفت في وعيه المبكر وربطه القضية الفلسطينية بالقضية العربية وله في هذا الموضوع كتاب : "يقظة الأمة العربية"، وتستعرض حياة توفيق كنعان "رائد البحث الفلكلوري الفلسطيني" وتبرز القيمة الوطنية لأبحاثه، كما تركّز على مكانة محمد إسعاف النشاشيبي الأدبية والثقافية وتفنّد مؤلفاته وأعماله وآثاره، وأخيراً، كلثوم نصر عودة فاسيليفا التي كان لها حياة ثقافية حافلة بالنشاط، والتي تركت الكثير من الأعمال المتنوعة في شكلها ومضمونها.