تتفاوت المبادئ التي تتصل بالهوية بدرجة كبيرة في دول العالم العربي تحديداً وفي العالم الإسلامي بصورة عامة. وعلى الرغم من أن هذا التنوع معترف به على نطاق واسع، فإن الكثير من النقاش الذي دار مؤخرا حول الهوية الإسلامية المعاصرة قد تركز على مفاهيم محددة. غير أن الطريقة التي برزت بها الهوية الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة توضح ...
قراءة الكل
تتفاوت المبادئ التي تتصل بالهوية بدرجة كبيرة في دول العالم العربي تحديداً وفي العالم الإسلامي بصورة عامة. وعلى الرغم من أن هذا التنوع معترف به على نطاق واسع، فإن الكثير من النقاش الذي دار مؤخرا حول الهوية الإسلامية المعاصرة قد تركز على مفاهيم محددة. غير أن الطريقة التي برزت بها الهوية الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة توضح العوائق التي تضعها مثل هذه التعريفات المحدودة. فالمفاهيم السائدة في دولة الإمارات العربية المتحدة عن الذات والهوية الوطنية غير جامدة بالصورة التي ترسم خطوطها وسائل الإعلام الغربية.فمنذ قيام الاتحاد في عام 1971، أخذت دولة الإمارات العربية المتحدة تتطور بصبغة عربية إسلامية تنشد التقدم وتميزها خصائص فريدة تتحدى النظريات الجامدة النمطية. وبينما التزمت دولة الإمارات العربية المتحدة بالسعي لتحقيق الوحدة الإسلامية والوحدة العربية بصورة ملموسة، فقد نجحت في الوقت ذاته في خلق فهم ووعي وطنيين ينسجمان بجلاء مع هذه الالتزامات.لقد طورت دولة الإمارات العربية المتحدة حلولها الخاصة لتحديات العولمة والتوطين. كما تحافظ هذه الدولة الوطنية الحديثة على عناصر قوية من سلوكيات المحافظة التقليدية بينما تحتضن التطور التقني في الوقت ذاته. فهي تستجيب للمعرفة الآتية من الخارج في الوقت الذي تحاول فيه الحفاظ على أصالة ثقافتها المحلية. ومع وجود بنية اجتماعية تحتية تعتمد على الثروات الطبيعية إلى حد كبير، يمتد استثمار الدولة على نحو نشط ليشمل مجالات التنمية الصناعية ومشروعات المؤسسات والشركات المساهمة.وتبحث هذه الدراسة المدى الذي تتوافق فيه الملاحظات العامة عن الهويات الدينية والقومية المعاصرة مع الهوية الجماعية لدولة الإمارات العربية المتحدة. ولتحقيق هذه الغاية، فقد تم إجراء مسح عام للتعرف بطريقة تجريبية على تأثير المكونات العديدة للهوية (الدين الواحد، ووحدة اللغة، والإقليمية، والعروبة، إلخ). وتخلص الدراسة إلى أن الهوية الجماعية لدولة الإمارات العربية المتحدة هي في الواقع قوة تماسك إيجابية ولا تعتمد بشكل عام على نموذج التضاد الذي تتصف به الحركات الثقافية والوطنية الحديثة.