لا بد من الإشارة إلى أهمية التجربة الشعرية للشاعرة “أمينة العدوان” وذلك نظراً لخصوصية تجربتها الشعرية من جهة. ولخصوصية الموضوعات والقضايا التي جسدها شعرها على فترة زمنية تقارب ربع القرن من المغامرة الفنية على صعيد الشكل التجريبي محلياً وعربياً؛ الأمر الذي جعل قصائدها تتسم بالجدة والتمرد على القيم الجمالية التقليدية المألوفة والس...
قراءة الكل
لا بد من الإشارة إلى أهمية التجربة الشعرية للشاعرة “أمينة العدوان” وذلك نظراً لخصوصية تجربتها الشعرية من جهة. ولخصوصية الموضوعات والقضايا التي جسدها شعرها على فترة زمنية تقارب ربع القرن من المغامرة الفنية على صعيد الشكل التجريبي محلياً وعربياً؛ الأمر الذي جعل قصائدها تتسم بالجدة والتمرد على القيم الجمالية التقليدية المألوفة والسائدة لتجسيد رؤيتها لهذا العالم المتناقض بما يشهده من تضارب في المصالح والعلاقات، فقد اعتمدت الشاعرة “أمينة العدوان” توظيف الرمز الشفاف الواضح المعالم والدلالة لتجسيد رؤيتها للواقع.كما اضطلعت المفارقة بدور جليّ في بناء قصائد كثيرة من شعرها بما ينسجم مع رؤية الشاعرة لتناقضات الواقع وسيطرة اللامعقول عليه من خلال تعرضها لكثير من السلبيات والقيم المتعارضة في قصائدها، اعتمدت الشاعرة الصورة الفنية وسيلة للتعبير، فظهرت أكثر وسائل بناء القصيدة الحديثة في شعرها من تجسيد وتشخيص وتجاور الأضداد إلى جانب الصور البيانية المألوفة.اعتمدت الشاعرة في بناء قصائدها على البناء الدرامي بشكل واضح تجلى في نتاجها المتقدم، من خلال الحوار والسرد القصصي والمفارقات وصوت الراوي ولغة الخطاب، ثم أخذ بالتراجع مع مجموعاتها الشعرية المتأخرة التي باتت تميل إلى قصيدة المشهد أو التوقيعة.حرصت الشاعرة على بناء قصيدتها من خلال اهتمامها بتقنيات فنية نأت بنصها عن التقليد باعتمادها على صور لغوية بعيدة عن الصورة العادية المألوفة في التعبير والدلالة، حيث أضافت إلى طاقتها خصائص جديدة كالإثارة والدهشة والمفاجأة عندما استخدمت التضاد والمفارقة، وأساليب لغوية أخرى شائعة في لغة الشعر المعاصر كالتقديم والحذف والتكرار.وكشفت الدراسة أنماطاً من التكرار التي أسهمت في بناء القصيدة، حيث تكررت الحروف والكلمات والصيغ والجمل والعبارات. وقد أفادت الشاعرة من طاقاته الإيحائية الإيقاعية في تعزيز مضمون القصيدة لديها.