سأل معاذ بن جبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله، أرأيت قول الله تعالى: يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجاً؟ فقال صلى الله عليه وسلم: يا معاذ، سألت عن عظيم من الأمر ثم أرسل عينيه، ثم قال: يحشر عشرة أصناف من أمتي أشتاتاً قد ميزهم الله من المسلمين وبدّل صورهم، بعضهم على صورة القردة، وبعضهم على صورة الخنازير، وبعضهم من...
قراءة الكل
سأل معاذ بن جبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله، أرأيت قول الله تعالى: يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجاً؟ فقال صلى الله عليه وسلم: يا معاذ، سألت عن عظيم من الأمر ثم أرسل عينيه، ثم قال: يحشر عشرة أصناف من أمتي أشتاتاً قد ميزهم الله من المسلمين وبدّل صورهم، بعضهم على صورة القردة، وبعضهم على صورة الخنازير، وبعضهم منكّسون أرجلهم من فوق وجوههم من تحت، ثم يسحبون عليها وبعضهم عُمىٌ يترددون وبعضهم صمٌ بكمٌ لا يعقلون وبعضهم يمضغون ألسنتهم فيسيل القيح من أفواههم لعاباً يتفذرهم أهل الجمع وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم وبعضهم مصلبون على جذوع من النار، وبعضهم أشد نتناً من الجبق وبعضهم يلبسون جباباً سابغة من قطران".هذا ما قاله صلى الله عليه وسلم عن حشر المجرمين، ولم يترك موضعاً إلا وتطرق إليه بقصد تبليغ الرسالة إلى المسلمين ليتعظوا ويعملوا لدنياهم. والكتاب الذي بين يدينا يكشف عن هذه الأحاديث ويشرحها ويبين حقيقة ما بعد الموت؛ ودلائل إثبات المعاد، وآثار الاعتقاد به، وحالات الإنسان أثناء وبعد الموت، وسؤال القبر، وضغطته، وما قاله القرآن عن مسألة البرزخ، وحقيقة الصور ونفخة الإماتة وأثره في نظام الوجود، كما ويكشف الكتاب النقاب عن السؤال يوم القيامة، والحساب، وأنواعه، والمحاسبون، وحقيقة الشفاعة، ونطاقها، وسبب الحرمان منها، هذا ولم ينس الكاتب أن يتطرق إلى موضوع أهل الجنة وصفاتهم، ومفاتيح الجنة، وأهل جهنم، ومراتب أهلها، وعذابهم وتحاورهم فيما بينهم وندمهم الذي لا ينفع.