في هذا الكتاب تتحدث "ذيبة جميل غيث" عن جريمة اغتيال جميل حسين غيث وولديه منيف ونعمة، وتداعياتهما، وهي جريمة نشأت على قاعدة التناقضات السياسية والإجتماعية التي كانت سائدة في عموم المناطق اللبنانية، وسائدة في بنية الثورة الفلسطينية .. ولم تنشأ على قاعدة الخلافات الشخصية والعائلية .. وعلى هذا جاء الكتاب عبارة عن مشاهدات ومعلومات وا...
قراءة الكل
في هذا الكتاب تتحدث "ذيبة جميل غيث" عن جريمة اغتيال جميل حسين غيث وولديه منيف ونعمة، وتداعياتهما، وهي جريمة نشأت على قاعدة التناقضات السياسية والإجتماعية التي كانت سائدة في عموم المناطق اللبنانية، وسائدة في بنية الثورة الفلسطينية .. ولم تنشأ على قاعدة الخلافات الشخصية والعائلية .. وعلى هذا جاء الكتاب عبارة عن مشاهدات ومعلومات وانطباعات، خزنتها ذيبة غيث في ذاكرتها، ثم سجلتها منذ قرابة ثلاث عشرة سنة اختارت منها للنشر ما سوف نقرأه في هذا الكتاب.قسّم الكتاب إلى عناوين تبدأ بنبذة عن "شيحين" موقعها، سكانها، عائلاتها، الحالة السياسية، علاقاتها التجارية ... الخ، يلي ذلك: "نبذة عن بعض العائلات" ومنهم آل غيث، آل صفي الدين ... الخ، ثم الشرارة الأولى "للفتنة" وتوزيع الأسلحة في شيحين، وصولا إلى مصرع الأب والأخ منيف في التاسع من عاشوراء، ومحاولات الثأر، والفتنة المتنقلة التي وصلت إلى طير حرفا، وأحداث أخرى وقعت أثناء وجود المقاومة الفلسطينية في شيحين، ودخول الإسرائيليين بلدة شيحين والمعاناة في ظل الإحتلال ... الخ.تقول المؤلفة عن عملها هذا: "ليس من الصواب أن تطوى عقود من السنين مليئة بالمعاناة والألم والمرارة دون تدوينها كوقائع وأحداث تعكس بوضوح القيم ونمط العلاقات الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والأخلاقية .. التي كانت سائدة آنذاك. كنت في العاشرة لما رأيت والدتي تكتوي بلهيب المشهد وتهب مسرعة إلى الدار المجاورة .. وهي تعلم أي دار هي، لتستجدي نقل زوجها وولدها بسيارة السيد عبد الله إلى المستشفى في صور .. لكنها، وعلى بعد أمتار قليلة انهمرت عليها الحجارة وشجت رأسها وسالت منه الدماء ... وعادت غير آبهة لحالها تترقب فراق ولدها وزوجها لحظة بلحظة ..." وكما يشير العنوان هذا جزء من المخبوء والمستور في بعض قرى قضاء صور (شيحين وجوارها) ...