وجاء اليوم الذي خجلت شفاهي البوح عنه وأصرّت، حين حضر رجلٌ آخر إلى مأدبة عشائي، مأدبة صرخت وصرّحت بالممنوع، فكان الممنوع حفلاً صارخاً مميتا منحني الحياة، لم أتحاشَ صرخة الرعشة التي جلجت أصداء مدينة الإنتظار، هكذا سميتها، وكفرتُ بالحياة والقدر مرّة أخرى عندما انتهى وقت انتظارنا وأصبحت أقدامنا تستعد لرحيل قادم إلى الغرب·ارتطمت أسلا...
قراءة الكل
وجاء اليوم الذي خجلت شفاهي البوح عنه وأصرّت، حين حضر رجلٌ آخر إلى مأدبة عشائي، مأدبة صرخت وصرّحت بالممنوع، فكان الممنوع حفلاً صارخاً مميتا منحني الحياة، لم أتحاشَ صرخة الرعشة التي جلجت أصداء مدينة الإنتظار، هكذا سميتها، وكفرتُ بالحياة والقدر مرّة أخرى عندما انتهى وقت انتظارنا وأصبحت أقدامنا تستعد لرحيل قادم إلى الغرب·ارتطمت أسلاف الشهوة بالممنوع، فعلقت ذكرياتي الصدئة بذهني المريض، ذكرى أبت أن تموت، وإن ماتت عند الآخرين فتبقى حيّة داخلي، ذكرى أن أكون امرأة لرجل واحد وضرّة، أو أن أغيّر وجه التاريخ وأهدم معالمه، فأكون وبمحض ارادتي امرأة واحدة لرجلين اثنين!ربما كنت أكثر النساء وضوحا، لبيّتُ طموحات غرائزي، تغابيتُ وتجاهلت أفكاري التي سبحت بين قيد المصرّح والممنوع، ليس هناك إيجابا أو سلبا للأمور، بل هناك أمور محتمّة لا تستطيع سماء القلب إستيعابها، قلبي عاشق الحياة أمام من ضلّ الطريق· دخول متاهات الرفض ليس أفضل من الخوض في متاهة القرار، قرّرت أن أكون واضحة كوضوح الشمس أمام رغباتي التي خلتها لن تنتهي، هذه الرغبات التي سحرتني ولم تشغلني، لم تدخلني طرقا محجوبة، ولم تدعني التستر تحت أقدام الحق، أو الإختفاء في هوّاتها السّحيقة، بل الإختناق من كثرة الحب والعشق والرغبة·رفضت العيش في وهم الحب، بل أردت تحقيقه والتشبث به، فكان ما كان، اشتقت للعبة يتشارك فيها ثلاثة، كانت أحلى اللعبات، المسافة أقصر، والذروة على شفّة الاكتشاف، الطريق أسهل، واتحاد اللحظات مختصر!