ليس سهلاً أن تكتب رواية من الروايات لها حبكة رواية "قلوب لمدن قلقة" فهذه الرواية هي مزيج من الفن الروائي، ومن الوقائع التي تختزنها كهوف النفوس، وزوايا الأفكار هي قصة العذاب الأبدي الذي فرضته الألهة على البشر منذ فجر الحياة، وجعلته جزءاً رئيساً من الحياة، الروائية دينا سليم وضعت طعماً لذيذاً للقارئ واقتادت القارئ إلى عوالم المدن ...
قراءة الكل
ليس سهلاً أن تكتب رواية من الروايات لها حبكة رواية "قلوب لمدن قلقة" فهذه الرواية هي مزيج من الفن الروائي، ومن الوقائع التي تختزنها كهوف النفوس، وزوايا الأفكار هي قصة العذاب الأبدي الذي فرضته الألهة على البشر منذ فجر الحياة، وجعلته جزءاً رئيساً من الحياة، الروائية دينا سليم وضعت طعماً لذيذاً للقارئ واقتادت القارئ إلى عوالم المدن المشهورة، حيث عوالم الحارديم وعوالم المتهورين الفلسطينين، لا لتترك القارئ وحيداً في نفق مظلم بل لتدله من بعيد على خيوط فجر تظهر في آخر النفق.في القصة سحر الأنثى وغواية الشباب، وبشاعة الظروف وقهر المكان وأوجاع الزمان، هذه الرواية ليست رواية واحدة ولكنها انطولوجيا روائية، الروائية دينا سليم اخترقت بحروف هذه الرواية، أوجاعاً وآلاماً عديدة يتعرض لها البشر في كل مكان وزمان، غير أن مكانها وزمانها هو في وطننا المنكوب فلسطين، حتى أن مساحة الألم في هذا الوطن أكبر بكثير من مساحات الألم في كل بقاع الأرض، هذه الرواية سياسية وليست سياسية، عاطفية وليست عاطفية، أيضاً إنها بحق تستحق أن تكون تاريخاً لطقوس عذاب غريبة الشكل والمضمون لكل ساكني فلسطين.