ترجع الأهمية الخاصة للمخطوط الذي بين أيدينا، لحيوية وأهمية الموضوع الذي تناوله: "ديفيد سانتلانا". فإن كيفية انتقال التراث اليوناني إلى المسلمين والطريقة التي تناول بها فلاسفة الإسلام هذا التراث، وحركة النقل والترجمة، التي مكنت المسلمين من هذه المعرفة وتقييمها، وغير هذه المسائل، ما زالت تشغل بال الباحثين إلى يومنا هذا.والحقيقة، إ...
قراءة الكل
ترجع الأهمية الخاصة للمخطوط الذي بين أيدينا، لحيوية وأهمية الموضوع الذي تناوله: "ديفيد سانتلانا". فإن كيفية انتقال التراث اليوناني إلى المسلمين والطريقة التي تناول بها فلاسفة الإسلام هذا التراث، وحركة النقل والترجمة، التي مكنت المسلمين من هذه المعرفة وتقييمها، وغير هذه المسائل، ما زالت تشغل بال الباحثين إلى يومنا هذا.والحقيقة، إن سانتلانا يمهد قبل دخوله في هذا الموضوع الرئيسي، بعرض تاريخي ممتع يبسط فيه بعض الأفكار لفلاسفة اليونان القدامى وينقدها، ثم هو في الوقت نفسه يقابل هذه الأفكار بأفكار الفلاسفة المسلمين مبيناً أوجه الاتفاق والاختلاف: وهو تقريباً ينتهي في جميع الحالات إلى المطابقة أو المماثلة خاصة فيما يتعلق بأفكار أفلاطون وأرسطو. بل أنه قد جازف-كما فعل البعض-وأعدم أفكار الإسلامية وحرصها من الجدة أو الابتكار، وألقي بها في أحضان الفتنة اليونانية.