لما كانت المسرحية ابنة ودوداً للقصة، ولما كان الفرس مولعين بتأليف القصص نثراً وشعراً، فقد لقي المسرح عندهم أذناً مصغية، وترحاباً واسعاً. ولم يكن تصورالمسرح والمسرحية عند الفرس بالأمر البعيد عن خواطرهم؛ فقد سبق لهم -عبر التاريخ- أن تعرفوا كثيراً من البوادر الحوارية، والظواهر المسرحية، سواء من واقعهم الاجتماعي والتاريخي مثل أعياد ...
قراءة الكل
لما كانت المسرحية ابنة ودوداً للقصة، ولما كان الفرس مولعين بتأليف القصص نثراً وشعراً، فقد لقي المسرح عندهم أذناً مصغية، وترحاباً واسعاً. ولم يكن تصورالمسرح والمسرحية عند الفرس بالأمر البعيد عن خواطرهم؛ فقد سبق لهم -عبر التاريخ- أن تعرفوا كثيراً من البوادر الحوارية، والظواهر المسرحية، سواء من واقعهم الاجتماعي والتاريخي مثل أعياد النوروز ومشاهد الشاهنامة، أو من واقعهم الديني والمذهبي.ومنذ القرن التاسع عشر وإيران على احتكاك واسع النطاق مع بعض الدول الغربية، كألمانيا، وفرنسا، وإنجلترا... فاقتبست منها ما قدرت عليه، وما استهواها، وكان الفن المسرحي في طليعة هذه الاقتباسات. والإيرانيون لم يجدوا صعوبة كبرى في تأليف المسرحيات لأغراقهم في فن القصة، وميلهم إلى تناول ماضيهم وواقعهم تناولاً قصصياً، ولن ننسى أن مسرحية خيال الظل صينية الأصل جاءتنا عن طريق الفرس أنفسهم. ومع أن المسرح الفارسي بدأ هزيلاً، إلا أنه سرعان ما ساير حركة المعاصرة وأقبل على الجديد إقبال الراغب في هضم مسالكه، وترجم عدداً كبيراً من المسرحيات الأجنبية، كي يجعلها أساساً لإبراز حقائقه التاريخية، وتصوير مجتمعه بكل عاداته وتقاليده. فراح كتاب المسرح يصورون مجتمعهم تصويراً صادقاً بكل براءته وتعقيداته.