لم تزل الحياة المغامرة للوي ماسينيون، آخر المستشرقين الفرنسيين (1883 ـ 1962)، وكذا شخصيته المعقدة ومعاركه من أجل السلام، تستلهم شباب الأجيال الجديدة فـي العالم العربي ــ الإسلامي. ولا يسعنا إلاّ الفرح بما تحقق، لأنه الرجل الذي ظل يبدي قدراً كبيراً من التعاطف إزاء الأمة الإسلامية، فـي عمله المهني وعبر نشاطه السياسي، مما أكسبه لقب...
قراءة الكل
لم تزل الحياة المغامرة للوي ماسينيون، آخر المستشرقين الفرنسيين (1883 ـ 1962)، وكذا شخصيته المعقدة ومعاركه من أجل السلام، تستلهم شباب الأجيال الجديدة فـي العالم العربي ــ الإسلامي. ولا يسعنا إلاّ الفرح بما تحقق، لأنه الرجل الذي ظل يبدي قدراً كبيراً من التعاطف إزاء الأمة الإسلامية، فـي عمله المهني وعبر نشاطه السياسي، مما أكسبه لقب «الشيخ الرائع»، كما أطلق عليه أصدقاؤه. إنّ نتاجه ينتمي إلى الماضي بالتأكيد: خمسون عاماً مضت على رحيله، ومع ذلك بقيت رسالته حيَّة، بل أنها نشطت منذ بدأ «الربيع العربي».كأنني أسمع صوت لوي ماسينيون يقول لشباب القاهرة، أو بغداد، أو صنعاء، أو كابول المسلم: لا تتخلّوا عن جذوركم، لا تهجروا الشرق لأجل الغرب، كونوا أنفسكم، التاريخ مُواتٍ حالياً لكم، ابنوا بلادكم، مدنكم، عائلاتكم فـي صورة الوحدة، ولكن أيضاً اعملوا بكل جهد على معرفة الغرب فـيما وراء القوالب النمطية ــ مثلما فعلتُ أنا نفسي مع الشرق، وكما أحبّ أن يحققها كثيرون مع الغرب: تدمير هذه الصور المزيفة عن الإسلام التي لا يريد البعض منا أن نعرف الإسلام كما هو. تخلصوا، من جهتكم وبالمقابل، من الصور المزيفة التي تمتلكونها عن الغرب.