ضغط الرجل الذي كان يستوجبه بالسن المدبب لحذائه على أصابع قدمه اليمنى قائلاً "نعم، يا صديقي المتعلم، أنا جاهز لسماعك تنطق بالتاريخ المطلوب"، وعلى هذا، وبدون أية لحظة تردد، نطق "الثالث من يوليو، 1883، براج" لم يكد ينهى جملته حتى انهال عليه كل الرجال في البدل السوداء بالركلات في رأسه، صدره، ظهره، بطنه، ذراعيه، رجليه، إلخ، بدون أن ي...
قراءة الكل
ضغط الرجل الذي كان يستوجبه بالسن المدبب لحذائه على أصابع قدمه اليمنى قائلاً "نعم، يا صديقي المتعلم، أنا جاهز لسماعك تنطق بالتاريخ المطلوب"، وعلى هذا، وبدون أية لحظة تردد، نطق "الثالث من يوليو، 1883، براج" لم يكد ينهى جملته حتى انهال عليه كل الرجال في البدل السوداء بالركلات في رأسه، صدره، ظهره، بطنه، ذراعيه، رجليه، إلخ، بدون أن يظهروا أي تمييز لعضو محدد على أي عضو أخر هدفوا إلى تشويهه، فجأة، حدثت معجزة، ركلة في البطن رفعته عاليا في الهواء، الأمر الذي جعله يغلق عينيه وسقط بصوت مدم مصم على سطح طري، حيث قبع جامدا لا يتحرك، ولا يجرؤ على فتح عينيه.عندما فتحها أخيراً رأى نفسه ممددا على سريره، بجانب "جول تازكان" والتي كانت تقرأ الجريدة في هدوء ورباطة جأش، وبدلاً من أن يقول "صباح الخير"، "أية أخبار مثيرة؟" أو حتى "لقد حلمت بحلم بشع" كان أمراً يستدعيه الحدث، "كان تازكان"، ألقى نظرة سريعة على زوجته وسألها في لهفة "هل يمكنك عزيزتي، أن تخبريني ما هو تاريخ اليوم، الشهر والسنة؟"