مجتمع اللادولة

حينما يصبح "الإقتصادي" في المجتمع البدائي حقلاً مستقلاً قائماً بذاته، حيثما يصبح النشاط الإنتاجي عملاً مفروضاً من قبل أولئك الذين سوف يتمتعون بثماره، فهذا يعني بأن المجتمع لم يعد بدائياً، إنه أصبح مجتمعاً منقسماً بين مسيطرين ومسيطر عليهم، بين السادة والعبيد؛ هذا يعني بأن المجتمع توقف عن "طرد الروح الشريرة" الموجهة لقتله: السلطة واحترام السلطة. إن الإنقسام الاجتماعي الكبير، ذلك الذي يؤسس باقي الإنقسامات، بما فيها دون شك، تقسيم العمل، هو ذلك الإنتظام العامودي الجديد بين القاعدة والقمة، إنه ذلك الإنقطاع السياسي الكبير بين الحائزين على القوة، حربية كانت أم دينية، والخاضعين لها. إن علاقة السلطة السياسية سابقة على علاقة الإستغلال الإقتصادي، بل هي التي تؤسسها. إن الإغتراب هو سياسي قبل أن يكون إقتصادي، السلطة قبل العمل، "الإقتصادي" إغراف "للسياسي". إن إنبثاق الدولة هو الذي يحدد ظهور الطبقات.