في هذا الكتاب أرد المؤلف أن يربط بين الشعر والموسيقى بل ويبين مدى الالتحام التام الذي لا يستطيع إنسان أن يفصــل بين كليهما فالموسيقا عرفت قبـــل نظــم الشـــعر بل قبل نشأة اللغات فالإنسان بداية كان يحاكي الطبيعـة ومن هذه المحاكــاة كان يعبر عن أحاسيسه الدفينة وحاجاته ومتطلباته الفطرية ولذلك لجـــأ إلى الإشـــارة للتعبيـر عن متطل...
قراءة الكل
في هذا الكتاب أرد المؤلف أن يربط بين الشعر والموسيقى بل ويبين مدى الالتحام التام الذي لا يستطيع إنسان أن يفصــل بين كليهما فالموسيقا عرفت قبـــل نظــم الشـــعر بل قبل نشأة اللغات فالإنسان بداية كان يحاكي الطبيعـة ومن هذه المحاكــاة كان يعبر عن أحاسيسه الدفينة وحاجاته ومتطلباته الفطرية ولذلك لجـــأ إلى الإشـــارة للتعبيـر عن متطلباته وبعد معاناة تواكبت إشاراته الصوتية مع المخارج التي اكتسبت صوتياتها من الطبيعـة، وبمضي الحقب استطاع الإنسان أن يعبر عن كل متطلباته الضرورية ولكي يعبر عن وجدانياته وحاجاته النفسية لجأ الى الأصوات والإشارات والحركات حتى استقامت له فنون الموسيقا والغناء والرقص التي كونت له منظومة نغمية تمس عمق دخائلـــه وقد تبلورت هذه المنظومــة في خوالــج وخواطر وأحاسيس متباينـة ومتشابكة حملتنا الى عالم الحلم في توافــق وانسجام بنسب موسيقية دقيقة تتناسب مع القوانين النغمية والقوانين الكونية،والخواطروالخوالج التي تتعمق أصداؤها في العقل والوجدان ،.....وموسيقـــى الشـــعر لا تكمن في أوزانه وألحان كلامه وأنغامـــه فحسب ، بل في انتقــاء الألفاظ الرشيقة المموسقة التي تتميز بطاقتــها الشعرية وإمكاناتها الموسيقية لذلك وجدنا النقاد بداية من العصر الجاهلي حتى اليوم يحثون الشعراء على تأمل صياغة أسلافهم حتى يتمكنــوا من إشباع حواسهم وتطويع نغامتهم بما يتوافق مع المناخ الموسيقى للشعر ولا نستطيع ونحن في هذه الدراسة أن نعزل موسيقا الشعر عن غيرها.