لطلبة المرحلة الثانوية للصفين لاثاني والثالث ثانويلماذا هذا الكتاب؟أقول لتلاميذي دائماً: كن مستعداً لتلقي صفعات المسائل الفيزيائية، فإن كثيراً منها تفاجئك أول ما تقرؤها بصفعة على خدك الأيمن، قد يعقبها صفعة أخرى على خدك الأيسر – نسأل الله العافية – وهذه الصفعات كافية عادة لتعطيل ذنك بضع دقائق عن التفكير، وكافية أيضاً لازورار عيني...
قراءة الكل
لطلبة المرحلة الثانوية للصفين لاثاني والثالث ثانويلماذا هذا الكتاب؟أقول لتلاميذي دائماً: كن مستعداً لتلقي صفعات المسائل الفيزيائية، فإن كثيراً منها تفاجئك أول ما تقرؤها بصفعة على خدك الأيمن، قد يعقبها صفعة أخرى على خدك الأيسر – نسأل الله العافية – وهذه الصفعات كافية عادة لتعطيل ذنك بضع دقائق عن التفكير، وكافية أيضاً لازورار عينيك فلا تعودان تبصران ما حولها، وكنا نصطلح على تسمية هذه المسائل بـ: "سؤال أبو كف"وقد وضع هذا الكتاب لمعالجة هذه الحالة من الشرود وعدم التركيز.إن هذا الكتاب قد وضع الإجابة على ههذا السؤال المهم: كيف أفك، لا أين الحل. والمثل الصيني الشهير يقول: "لاتعطيني سمكة ولكن علمني كيف أصطاد السمك".والخلل الواضح الذي يجب أن نتوقف عنده ونعالجه هو انصراف كثير من الطلاب إلى الشق الثاني: أين الحل أو أين السمكة دون الشق الأول: كيف أفكر أو كيف أصطاد.وما نقدمه لك في هذا الكتاب هو محاولة التخطيط للحل ومعرفة الطرق العامة، والنظر من زوايا مختلفة للمسألة، وليس المقصود هو إعطاؤك السمكة مباشرة. إننا يجب أن نعود أنفسنا التعامل مع أنماط المسائل الفيزيائية وأشكالها المتنوعة التي تتكرر ذاتها في مواضيعها المختلفة، لا أن نتعامل مع أعيان المسائل.وكنا فعل الخليل بن أحمد حين استقرأ أبيات الشعر العربي ووضع لها بحورها المعروفة، فإننا نحاول هنا استقراء، المسائل الفيزيائية ووضع أنماط وأشكال لها يمكن أن تتكرر في مواضيع الفيزياء جميعاً، ومن ثم فإن التعامل مع المسائل سيكون أولاً من خلال أنماطها وأشكالها ثم من خلال أعيانها.وإذا كان طلابنا غير قادرين على التفكير بهذا الأسلوب، فلماذا لا يكونوا قادرين على ذلك، ولماذا نستسلم لضعفنا عن تطوير تفكيرهم.إإن الطريق غير مغلق بحد من حدود الله يجب الوقوف عنده، ولا بكارثة يمكن أن تلم بمجتمعنا، إنع مغلق فقط بالجهل والعجز والضعف.ولم تعد العلوم وحدها هي مجال البحث. بل إن أساليب تدريس العلوم وتقديمها أيضاً موضوع مهم نحاول هنا الإسهام فيه من خلال هذا الكتاب.إنني هنا لن أدللك على الطريق مباشرة، بل سأعلمك صعود الصمم، لترى أنت الطرق كلها من علو، وتختار ما تراه مناسباً لك.وأخيراً فإن هذا الكتاب لا يجلب الحلول من وادي عبقر، ولكنه وبالتأكيد يدفعك دفعات قوية إلى الأمام.المؤلف