إن العلماء ورثة الأنبياء ومصابيح الدجى وحجة الله على خلقه كما قال عليه الصلاة والسلام: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يضرهم من خذلهم" وإن من مسالك العلماء في نشر العلم وتوعية الأجيال إخراج المصنفات النافعة المفيدة في جميع التخصصات العلمية ومن ذلك التصنيف في جمع الحديث بطريقة موضوعية لتسهيل تناولها وتقريب فائدتها ولا يغيب عن ...
قراءة الكل
إن العلماء ورثة الأنبياء ومصابيح الدجى وحجة الله على خلقه كما قال عليه الصلاة والسلام: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يضرهم من خذلهم" وإن من مسالك العلماء في نشر العلم وتوعية الأجيال إخراج المصنفات النافعة المفيدة في جميع التخصصات العلمية ومن ذلك التصنيف في جمع الحديث بطريقة موضوعية لتسهيل تناولها وتقريب فائدتها ولا يغيب عن الذهن كتاب "رياض الصالحين" للإمام النووي الذي انتقى فيه جملة وافرة من الأحاديث ضمن أبواب عديدة كل باب يشكل روضة غناء من الكلم النبوي المبارك. فإن العيش مع كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم له مذاقه الخاص وطعمه المتميز، ولما فاتنا أن نكون في عصره، فقد حاولنا أن نعيش مع سنته، والتفكر في كلامه وتوجيهاته، وقد كانت رحلةً ممتعة، اخترت فيها من نور النبوة قبساً ينير الدرب الذي نسير فيه هذه الأيام حيث الظلمة منتشرة، والقصعة بين يدي الأَكَلَة، بعد أن تداعوا عليها، وفي هذا الخضم صحوةٌ إسلاميةٌ تحاول النهوض، ونحن منها، فكان لا بد من الزاد، ولا زاد بعد القرآن سوى سُنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، تنير لنا الدرب، وتقدم لنا التوجيه، سائلين الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، نافعاً به كل راغب في الخير، إنه سميع مجيب.