يجلو لنا مؤلف هذا الكتاب القيم، ما تعانيه القارة السوداء من مشكلات وعقبات مصيرية يتداخل فيها الإرث التاريخي والحضاري مع ذيول الحقبة الاستعمارية للدول الأوروبية في القارة، والكوارث الأخرى ذات المسببات المختلفة، ويتطرق المؤلف كذلك إلى التطورات المفصلية التي أعقبت نيل العديد من "الدول السوداء" لاستقلالها، وتحقيقها لسيادتها، إلا أن ...
قراءة الكل
يجلو لنا مؤلف هذا الكتاب القيم، ما تعانيه القارة السوداء من مشكلات وعقبات مصيرية يتداخل فيها الإرث التاريخي والحضاري مع ذيول الحقبة الاستعمارية للدول الأوروبية في القارة، والكوارث الأخرى ذات المسببات المختلفة، ويتطرق المؤلف كذلك إلى التطورات المفصلية التي أعقبت نيل العديد من "الدول السوداء" لاستقلالها، وتحقيقها لسيادتها، إلا أن المؤلف يلاحظ أن المشكلات الإفريقية بحاجة إلى آليات ومتغيرات عديدة موضوعية وذاتية لحلها، ومنها ضرورة الارتقاء بالواقع الاقتصادي والسياسي والثقافي، وخلق هوية ومرجعية ومعرفة إفريقية واضحة المعالم، حيث عايش المؤلف ويعايش لحظة بلحظة، وهو ابن إفريقيا، شؤونها وشجونها عبر معاناة أرخت بظلالها عليه منذ صغره.يتحدث الكتاب عن آباء الاستقلالية الإفريقية وقادة القارة وتوجهاتهم، وجملة أخرى من المواضيع التي تتصل بوضع إفريقيا على خريطة العالم، والصراع الدولي، ومكانة حقوق الإنسان وحرياته فيها انطلاقاً من معاناتها في شتى الحقول، إضافة إلى علاقاتها الدولية وغيرها من المواضيع. ويخلص المؤلف إلى استنتاج مفاداً أن إفريقيا، الضائعة ما بين القديم والجديد، تعيد مرحلة انتقالية تنشط فيها بالبحث عن هوية قد يكون أنجحها القواسم المشتركة للإرث الحضاري المتوارث ليكون في إحيائها حضوراً متميزاً لإفريقيا على المستوى العالمي يشكل فرادة لها في القرن القادم، لا سيما أن القارة الأفريقية العظيمة تزخر وتضج بالثقافات والأفكار والإمكانات المختلفة التي لا حدود لها.