يشهد النظام الإقليمي العربي مجموعة من التطورات انعكاساً لتلك التطورات التي يشهدها النظام الدولي على كافة المستويات. وقد وقفت عوامل عديدة في مسيرة هذا النظام إلى درجة أنها تجمعت لتسهم في إعاقة تطوره. وبكل أسف فإن هناك من الأزمات التي كان لتفجرها من داخل النظام العربي الأثر الكبير في إعطاء الفرصة الكاملة للعوامل الدولية من أعمال أ...
قراءة الكل
يشهد النظام الإقليمي العربي مجموعة من التطورات انعكاساً لتلك التطورات التي يشهدها النظام الدولي على كافة المستويات. وقد وقفت عوامل عديدة في مسيرة هذا النظام إلى درجة أنها تجمعت لتسهم في إعاقة تطوره. وبكل أسف فإن هناك من الأزمات التي كان لتفجرها من داخل النظام العربي الأثر الكبير في إعطاء الفرصة الكاملة للعوامل الدولية من أعمال أثرها، وتصعيد الأمور حتى تمّ سلخ هذه الأزمات من سياقها الإقليمي لتصبح رهينة لنظام دولي، خرج منه أحد قطبيه فأصبح غير متوازن، وخاضع لهيمنة أمريكية في غالب الأحوال لدرجة أن البعض يصوّر هذه الهيمنة بأنها مطلقة من شدة تأثيرها.وفي هذا الكتاب يحاول المؤلف الوقوف على أسباب عدم اكتمال أركان النظام العربي السياسي، كاشفاً عن أمراض مجتمعنا العربي ونظامنا الإقليمي، وتجدر الإشارة إلى أن المؤلف لم يتعرض في كتابه لكل الأزمات التي واجهت النظام العربي في السنوات الماضية أو القادمة، بل عنى بانتقاء عدد من الأزمات الهيكلية التي لها تأثير على فقدان هذا النظام، لفعاليته وقوة وجوده أو حضوره السياسي على خريطة التفاعلات في النظام الدولي، وعلى سبيل المثال، ما من شك في أن أزمة الخليج الثانية التي تفجّرت بحكم الغزو العراقي للكويت عام 1990، كانت بمثابة نقطة تحول جوهري للنظام العربي، لم يستطع حتى الآن أن يخرج من عمق تأثيراتها. ولإحاطة المؤلف بجميع جوانب الموضوع قسّم دراسته إلى تسعة فصول جاءت عناوينها كما يلي:الفصل الأول: أزمة التعامل العربي الدولي وآليات المواجهة. الفصل الثاني: النظام العربي وسط التطورات الدولية والإقليمية. الفصل الثالث: قضايا الأمن العربي في البحر الأحمر واستراتيجية المواجهة. الفصل الرابع: أزمة الخليج الأولى؛ الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988م). الفصل الخامس: أزمة الخليج الثانية؛ الغزو العراقي للكويت (1990-1991م). الفصل السادس: الأزمة الصومالية وتطوراتها. الفصل السابع: أزمة الحدود العربية والإقليمية. الفصل الثامن: أزمة النظام السوداني في تفاعلاته الإقليمية والدولية. الفصل التاسع والأخير: العلاقات العربية مع دول الحوار الجغرافي.