ليست هذه الرواية استخبارية.. أو فقط رواية دعائية تدين عصر أو نظاما بعينه.. يتقصى نظام أمنى جريمة لم تقع وخيوط مؤامرة نسجها خيال مريض ونفس شائهة، فرد هو نتاج ذلك النظام، استغل وحشيته ليرضى بها رغبة مريضة ويشفى كبرياء زائفة جريحة. هكذا تتشكل حبكة هى محاكة ساخرة سوداء لما يحاول مبدعو الرويات الاستخبارية، الخيالية منها والواقعية، جم...
قراءة الكل
ليست هذه الرواية استخبارية.. أو فقط رواية دعائية تدين عصر أو نظاما بعينه.. يتقصى نظام أمنى جريمة لم تقع وخيوط مؤامرة نسجها خيال مريض ونفس شائهة، فرد هو نتاج ذلك النظام، استغل وحشيته ليرضى بها رغبة مريضة ويشفى كبرياء زائفة جريحة. هكذا تتشكل حبكة هى محاكة ساخرة سوداء لما يحاول مبدعو الرويات الاستخبارية، الخيالية منها والواقعية، جمع خيوط فى عمل يقلب القارئ صفحاته لاهثا وراء ما يتكشف من أسرار. مجتمع الرواية قامع مقموع، شكله نظام قولب الأفراد عبادا يسبحون باسمه وعبيدا يتماهون معه ولا يملكون إغضابه. أيمكن أن تنمو أنفس سوية متحررة فى تربة كهذه؟ أيستطيع فرد أو مجموعة استبصار اللحظة الحياتية التالية فى وجود آلهة قمع كلية الإرادة؟ آلهة شرعت النظام وسيلة وغاية، هدفا للوجود ذاته؟ آلهة ناموسها شريعة الجستابو، يفرضها الجلاد ويرتضيها الضحايا؟