إشكالية النفوذ الخليجي في المنطقة العربية

إن النفوذ الخليجي في المنطقة العربية بعد الاحتلال الامريكي للعراق في التاسع من أبريل2003 هو واقع حال البيئة الاقليمية التي تأثرت بشكل جوهري بمتغيرات غزو ، وأحتلال العراق ، لاسيما أن التغيير السياسي الذي أصاب الساحة العراقية بفعل الاحتلال الامريكي أفضى الى تداعيات مهمة وخاصة في المحيط الخليجي ، حيث أدركت دول مجلس التعاون الخليجي أن تيار التغيير سينطلق من بغداد وفق الرواية والمسلسل الامريكي وسيجوب عواصم المنطقة وخاصة الخليجية التي تحكمها عوائل منذ مئات السنين وهذا لايتناغم مع لغة العصر والتوجهات الامريكية لتأسيس هيكلية سياسية جديدة سميت (بالشرق الاوسط الجديد))أو((الشرق الاوسط الكبير))التي تلاقت مع التوجهات الاسرائيلية في هذا المجال التي تنادي ببناء منطقة يعم فيها الامن والسلام بين شعوبها لغرض دمج (اسرائيل)في محيطها السياسي ، والاقتصادي ، والعسكري ، بالرغم من تشكيلة الهيكلية الجديدة التي تضم بين ثناياها ايران وهي في المنظور الجيوستراتيجي الامريكي والاسرائيلي الخصم الاقليمي المراد تقليم أظافره النووية الذي يسعى للنفوذ في العراق ومعظم دول مجلس التعاون الخليجي لاسباب مصلحية ، وستراتيجية تؤهل ايران للقيام بدور أقليمي بارز يجعلها في مصاف القوى الاقليمية العظمى وحتى الكبرى(اسرائيل) التي تمتلك ترسانة وأسلحة تقليدية مهمة ، يمكن أن تستخدمها ايران لردع أية توجهات أقليمية ودولية تستهدف تجربتها ، وتأثيرها ، ونفوذها في المنطقة ، ناهيك أن الارادة الاسرائيلية والامريكية تريد أن تجعل من ايران الفزاعة التي بواسطتها تؤجج الاوضاع في المنطقة من أجل الاصطفاف الخليجي في متغيرات الستراتيجية الاسرائيلية –الامريكية لتحجيم الدور الايراني هناك.