إن الدعوة إلى الحوار بين الثقافات وتواصلها، وليس الصراع بينها وتصادمها، هو مشروع ما فتئت أنادي به منذ عقود وعقود، والواجب يقتضي أن نهيء الظروف لقيام مثل هذا الحوار، وأن نعمل على تنميته. إن مقولة " صدام الحضارات " تفترض أن الثقافات منغلقة وحتى متعارضة؛ متجاهلة بذلك العلاقات والتاريخ المشترك بينها، فالأمم والقبائل والمجتمعات قد تت...
قراءة الكل
إن الدعوة إلى الحوار بين الثقافات وتواصلها، وليس الصراع بينها وتصادمها، هو مشروع ما فتئت أنادي به منذ عقود وعقود، والواجب يقتضي أن نهيء الظروف لقيام مثل هذا الحوار، وأن نعمل على تنميته. إن مقولة " صدام الحضارات " تفترض أن الثقافات منغلقة وحتى متعارضة؛ متجاهلة بذلك العلاقات والتاريخ المشترك بينها، فالأمم والقبائل والمجتمعات قد تتصادم، لكن الثقافات تتداخل وتتشابك بعضها مع بعض. والحوار بين الثقافات يجب أن يكون بحثاً عن الفهم وكشف الأسس المختلفة التي تؤلف كل ثقافة وتميّزها عن غيرها من الثقافات. والمقالات، التي تضمنها هذا الكتاب، تمثل هذا التوجه من خلال إلقاء الضوء على نقاط الالتقاء وجوانب الاختلاف بين الثقافة العربية والثقافة الاسكندنافية . وما يمز هذا العمل المترجَم إلى العربية ليس فقط تنوّع المقالات التي تغطي جوانب مختلفة – دينية وثقافية وغيرها – من العلاقات العربية الاسكندنافية، وإنما أيضاً مشاركة كتّـاب عرب في كتابة هذه المقالات.