إن تاريخ بيروت الحديثة، الحاضرة الشامية والعربية والإسلامية والمسيحية يبدأ في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، وتحديداً في عهد السلطان عبد الحميد خان الثاني، عندما صدر فرمان سلطاني يقضي بجعل بيروت عاصمة ولاية جديدة تمتد من بيروت إلى نابلس جنوباً ومن بيروت إلى اللاذقية شمالاً، فكان لهذا القرار اثر كبير على أوضاع المدينة الاقتصادي...
قراءة الكل
إن تاريخ بيروت الحديثة، الحاضرة الشامية والعربية والإسلامية والمسيحية يبدأ في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، وتحديداً في عهد السلطان عبد الحميد خان الثاني، عندما صدر فرمان سلطاني يقضي بجعل بيروت عاصمة ولاية جديدة تمتد من بيروت إلى نابلس جنوباً ومن بيروت إلى اللاذقية شمالاً، فكان لهذا القرار اثر كبير على أوضاع المدينة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، بعد ان كانت مجرّد بلدة من بلدات الثغور.حاول المؤلف تسليط الضوء على هذه المرحلة من مراحل بيروت المحروسة، مظهراً موقف الأهالي من الثورة التي قامت بها جمعية الاتحاد والترقي ضد السلطان عبد الحميد الثاني وأفضت إلى خلعه في سنة 1909. والحقيقة، فإن الكتاب يوضح مدى الاحترام والود المتبادل بين السلطان عبد الحميد الثاني والبيارتة، وقد قامت بلدية بيروت بين أعوام (1876-1909) باتخاذ مبادرات وقرارات تتضمن تكريم السلطان عبد الحميد الثاني، ومن بينها إِقامة السبيل الحميدي (مكانه اليوم تمثال الرئيس رياض الصلح) وبرج الساعة الحميدية عند مدخل السراي الكبير، وإِقامة الحديقة الحميدية، والسوق الحميدي وسواه. كما شارك البيارتة خلال عقود طويلة بالدفاع والقتال في ساحات الحروب دفاعاً عن الدولة العثمانية، وقد أبدى البيارتة استياءهم من المؤامرات البريطانية والفرنسية والصهيونية والماسونية والدونمة وجماعة الاتحاد والترقي ضد الدولة العثمانية، ومن ثم في الثورة ضد السلطان عبد الحميد الثاني عام 1908، وفي حادثة خلعه عام 1909 حيث تأكد مشاركة اليهود في هذه المؤامرة.