تقع مدينة بلنسية - البلد الذي نسب إليه "ابن الزقاق" - في شرقي الأندلس وقد وصفها العذري في كتابه، مدينة التراب، ويقول نقلاً عن الرازي: "إنها مدينة مسورة، قد اتقن سورها المنصور عبد العزيز بن عبد الرحمن بن أبي عامر، ولا يعلم ببلاد الأندلس أتقن بناء من سورها ولا أجمل منه.وكل الأدلة تدل على "ابن الزقاق بلنسي" النشأة والدار والصداقات ...
قراءة الكل
تقع مدينة بلنسية - البلد الذي نسب إليه "ابن الزقاق" - في شرقي الأندلس وقد وصفها العذري في كتابه، مدينة التراب، ويقول نقلاً عن الرازي: "إنها مدينة مسورة، قد اتقن سورها المنصور عبد العزيز بن عبد الرحمن بن أبي عامر، ولا يعلم ببلاد الأندلس أتقن بناء من سورها ولا أجمل منه.وكل الأدلة تدل على "ابن الزقاق بلنسي" النشأة والدار والصداقات والعلاقات، ولكن إنعدام الأخبار عنه يجعلنا في حيرة من أمره، هل رحل من بلنسية؟ هل طلب العلم في غيرها؟ هل كانت له علاقات مع أدباء وشعراء من خارج بلده غير التلامذة الذين أخذوا عنه؟ إلى غير ذلك من أسئلة كثيرة تمتد وتتكاثر.نال شعر "ابن الزقاق" تقدير الأدباء ومؤرخي الأدب من الأندلسيين، وعبّر بعضهم عن إعجابه به بواسطة البيان المسجوع الذي يغالي ولا يحدد فقال ابن الإمام في سمط الجمان: "المطبوع بالأصفاق، ذو الأنفاس السحرية الرقاق، المتصرف بين مطبوع الحجاز ومصنوع العراق، الذي حكى بأشعاره زهر الرياض، وأخجل بإشاراته عثرات الجفون المراض، وراض طبعه على شأو الرضا وطلق السرى الموطأ فأنقاد له وارتاض".وقد راق الأندلسيين شعره ووجدوه قريباً إلى نفوسهم وأن أصحاب النقد الموضوعي فيهم استطاعوا أن يميزوا فيه أولاً: 1-حسن التصرف في معاني الشعر، 2-إظهاره المعاني المألوفة في ثوب طريف "يظهر الخلق في حلية الجديد"، 3-إجادته في موضوعات ثلاثة هي الوصف والمدح والغزل، 4-إعتماده على الإستمداد من الطريقة الشعرية التي سار عليها خاله ابن خفاجة.يذكر ابن الأبار في التكملة أن "ابن الزقاق" دون شعره، أي جعل لنفسه ديواناً في حياته، وهذا فيما يعتقد هو ما أخذه عنه تلامذته، وقال المراكشي: "وهو موجود بأيدي الناس"، ولأهمية شعر ابن زقاق ولأنه لم ينشر لـ"ابن الزقاق" ديوان كامل حتى الآن.اعتمد المحقق على تحقيقه على أربع نسخ لديوان "ابن زقاق"، وقد قارن بين النسخ ووجد أن نسخة المكتبة التيمورية، على حداثتها، اضبطها وأكثرها دقة، فجعلها معتمده في الغالب، وقارن بها بقية النسخ، وأكمل ما فيها من نقص في القصائد، وحيثما وجد أن رواية (ت) خطأ، وهذا نادر، وضعت رواية صحيحة من إحدى النسخ الأخرى.وقد وجد أن النسختين (دظ) تزيد فيهما 15 قصيدة فادرجها في سياق القصائد حسب ترتيب القوافي، وجعل الهامش قسمين - قسماً لبيان فروق النسخ وقسماً لشرح الألفاظ الصعبة والتعريف بالأعلام، ثم راجع شعر "ابن الزقاق" في مظانه وقابل ذلك بروايات المخطوطات، وقام بوضع جدول مستقل للتخريج، أما القصائد التي لم ترد في المخطوطات والتي وردت في المصادر فقد ألحقها بالديوان متبعة فيها أيضاً الترتيب الهجائي.